ندّدت جامعة الدول العربية بالتصريحات «العدائية التحريضية المشينة» للمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي ضد السعودية. وأصدرت الجامعة بياناً شديد اللهجة عقب اجتماع وزراء الخارجية العرب في مقرها بالقاهرة أمس. ودانت «بأشد العبارات اللغة التي صدرت بها تلك التصريحات، والتي لا تليق بأعلى سلطة في الجمهورية الإيرانية». كما دانت «العبارات المسيئة والمشينة التي يجب أن لا تصدر من زعيم دولة إسلامية، ولا تتفق أيضاً مع حقيقة ما تقوم به السعودية تجاه الإسلام والمسلمين». وأكدت أن السعودية «هي الوحيدة المختصّة بتنظيم أمور الحج وخدمة ضيوف الرحمن». وكانت الرياض والمنامة استنكرتا محاولات إيران تسييس الحج، فيما رفض الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط تدخلات طهران التي «أفرزت اضطرابات واحتقانات طائفية وصراعات مذهبية». جاء ذلك خلال مناقشة وزراء الخارجية العرب، في اجتماعهم في القاهرة أمس، برئاسة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، الأزمات العربية، وفي مقدمها القضية الفلسطينية والصراعات في سورية واليمن وليبيا، إضافة إلى جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة، والتصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأعلن وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة رفضه محاولات طهران «المستمرة لتسييس موسم الحج»، وطالبها ب «وقف تدخُّلاتها فوراً». وانتقد سفير السعودية في القاهرة مندوبها الدائم لدى الجامعة أحمد قطان، المرشد خامنئي بشدة، رافضاً تصريحاته «الطائفية المشينة». وأكد أن «المملكة ستبقى، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الوحيدة المختصة بتنظيم أمور الحج وخدمة ضيوف الرحمن، ليؤدوا شعائرهم بكل يسر، من دون أي تدخُّلات خارجية». وأضاف: «كان يمكن أن نرد الصاع صاعين، لكن أخلاقنا وتعاليم ديننا الحنيف تمنعنا من ذلك، ولم نرد بالأسلوب البذيء ذاته». ودان رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان تصريحات خامنئي، وقال أن الرياض «قدّمت، مع الاستعداد لتنظيم الحج لهذا العام، الكثير من الدعوات إلى إيران، إلا أنها أبت إلا أن تمضي في مشروعها الطائفي البغيض». واعتبر ما ورد في بيان خامنئي عن الحج «محاولة لإثارة الفتنة الطائفية بين الشعوب الإسلامية بهدف إضعافها وتدميرها، وذلك بعد استنفاد كل الطرق للنيل من المملكة التي قررت صد المشروع الإيراني المدمّر في المنطقة». وشدد على أن «الشعب العربي يقف خلف القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين، وما تتخذه المملكة من إجراءات لوقف هذه التدخلات السافرة».