أوضح مستشار أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس اللجنة التحضيرية لأعمال الحج الدكتور هشام الفالح، أن معاقبة المخالفين لأنظمة الحج تسبقها مراحل عدة من الحملات التوعوية التي تحثّ على اتباع التعليمات والأنظمة، وتدعو إلى احترام القوانين والابتعاد عن السلوكيات السلبية، مؤكداً أن حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» التي تحمل شعار «الحج رسالة سلام» تركز في المقام الأول على التوعية وهي الرسالة الأهم التي يعمل الجميع لتحقيق الاستفادة منها، كاشفاً أنه منذ بداية موسم الحج، وحتى الآن ضبطت الجهات الأمنية نحو 189 مخالفاً لأنظمة الحج، فيما أُعيدت نحو 85 ألف سيارة، كما تم ضبط 48 سيارة تقل مخالفين، وأخيراً ضبط 22 حملة حج وهمية، مبيناً أن هذه الأرقام أقل من الأعوام السابقة ما يؤكد جدوى الحملة وكثافة الجهود الأمنية المبذولة. وقال الفالح: «إن مخالفة أنظمة الحج وأدائه من دون تصريح والتسلل إلى المشاعر المقدسة بطرق مخالفة له آثاره السلبية من جميع الجوانب، ما يستوجب إطلاق حملة توعوية تركز على رفع مستوى الوعي، والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي تؤثر في منظومة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن». وأشار إلى أن الزيادة في أعداد الحجاج بطرق نظامية لا يشكل قلقاً على الجهات العاملة في الحج، فالخطط التي توضع استعداداً للموسم تأخذ في الاعتبار توفير كل التسهيلات لهم، والعمل الميداني والخطط التي يتم وضعها استعداداً للموسم ترتكز على إحصاء حجاج الداخل حاملي التصايح وحجاج الخارج المسجلين في أنظمة الحج، لافتاً إلى أن مخالفي الأنظمة يشكلون عبئاً على الجهات في ظل عدم القدرة على حصر أعدادهم، ما ينتج عنه تراجع جودة الخدمات المقدمة للحجاج، وهذا ما يدفع لتوعية الجميع، بأهمية الالتزام بالتعليمات وتجنب مخالفتها. وأكد أن المملكة قيادة وحكومة وشعباً وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عبدالعزيز، تحرص على استنفار الطاقات لخدمة ضيوف الرحمن كافة، مشيراً إلى أن 30 جهة حكومية وأهلية تعمل على توفير كل سبل الراحة للحجاج بإشراف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وبمتابعة مباشرة من مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية خالد الفيصل، لتقديم أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وكل ما من شأنه التيسير على ضيوف الرحمن في أداء فريضتهم في أجواء روحانية آمنة. وطمأن الجميع أن التقارير التي وردت إلى لجنة الحج المركزية من الجهات ذات العلاقة، تؤكد اكتمال الجاهزية لاستقبال ضيوف الرحمن وتسهيل رحلتهم الإيمانية. وأوضح الدكتور الفالح أن جميع القطاعات حرصت على تطوير أعمالها لتوفير كل الخدمات لضيوف الرحمن، فعلى سبيل المثال أنجزت هيئة تطوير منطقة مكةالمكرمة مشاريع تطويرية في المشاعر هدفها تسهيل وتيسير الرحلة الإيمانية لضيوف الرحمن، كما أطلقت الهيئة برنامجاً لربط حركة أفواج الحجاج مع مركز السيطرة على الحشود بقطار المشاعر منعاً للتزاحم وتداخل الحملات أثناء التفويج. وأضاف: «حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري) بدأت بعد أن ارتأت لجنتي الحج العليا والمركزية استمرار العديد من السلوكيات والظواهر وتأثيرها السلبي على نجاح موسم الحج، وإعاقتها لجهود الجهات الحكومية لتقديم خدماتها المختلفة لضيوف الرحمن، وتأثيرها السلبي في أداء الحجاج لمناسكهم في طمأنينة وروحانية، وإكمالهم تلك المناسك بيسر وسهولة، إضافة إلى إدراك الدور الحيوي لوسائل الإعلام التقليدية ووسائط الإعلام الجديد في توعية الحجاج حول الظواهر السلبية في موسم الحج والحد منها، لافتاً إلى أنه قبل 9 أعوام صدرت توجيهات الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - حينها بتنظيم الحملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، بإشراف إمارة منطقة مكةالمكرمة، وبالتعاون مع وزارة الحج والجهات الحكومية والأهلية المعنية بالحج التي يصل عددها إلى نحو 30 جهة، مؤكداً أن المشكلات التي ما زالت قائمة ومستمرة، فإنها عاماً بعد عام تتقلص، ومن بينها الحج من دون تصريح، وافتراش طرقات المشاعر، وتلك السلوكيات والمخالفات ينتج عنها تزاحم واختناقات مرورية وغيرها». وبيّن أن تقارير الأجهزة الرقابية والجهات الحكومية المشاركة في مواسم الحج الماضية، أكدت أن الحملة والإجراءات المشددة لضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية، تمثلت في انخفاض بعض الظواهر السلبية، يقابله ارتفاع نسبة التزام المواطنين والمقيمين بالتنظيمات الخاصة بالحج، ما ساعد في تحقيق مواسم حج ناجحة - بفضل من الله - ثم بالتزام وتعاون الإخوة المواطنين والمقيمين. وأشار إلى أن هذا النجاح شجع إمارة منطقة مكةالمكرمة على الاستمرار في تنفيذ حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، والسعي لتحقيق مرتكزاتها وتنفيذ أهدافها المتعددة، في إطار الجهود المبذولة للحد من الظواهر السلبية في موسم الحج، على غرار ما تحقق في الأعوام الثلاثة الماضية وستواصل الحملة في هذا العام بشعارها الجديد «الحج رسالة سلام» جهودها لنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج حول ضرورة الالتزام بتطبيق الأنظمة والتعليمات الصادرة لتنظيم أدائهم للفريضة، وفي مقدمها: الحصول على تصريح رسمي يسمح بالحج للمواطنين والمقميمين مرة واحدة كل خمس سنوات، والتسجيل في حملات الحج النظامية، ومنع المركبات من الدخول إلى المشاعر للحد من الزحام الذي تسببه في طرقات المشاعر، وغيرها من التنظيمات الهادفة إلى جعل الحج أكثراً يسراً وسهولة.