أنهى مسلحو حركة «طالبان» مقاومة القوات الأفغانية في مدينة تارين كوت، عاصمة ولاية أورزجان (وسط)، وسيطرت على أول عاصمة لولاية منذ نحو سنة، حين دخلت مدينة قندوز لأيام قبل أن تنسحب منها بعد غارات جوية أميركية كثيفة. وتعتبر تارين كوت ذات دلالة رمزية ل «طالبان» كونها مسقط رأس مؤسسها الملا محمد عمر، ونقطة تحكم بطرق عدة بين شرق البلاد وغربها. وهي منطقة تنتج كميات كبيرة من الخشخاش المخصص لصناعة الأفيون، علماً أنها تخضع منذ أشهر لحصار «طالباني» شبه كامل. وأكد بيان ل «طالبان» سيطرة مقاتليها على نقاط تفتيش عسكرية وخطوط أمامية للقوات الحكومية، مع استمرار تضييق الحصار على بقية المناطق في الولاية. وأشار إلى اقتحام عناصرها السجن المركزي في تارين كوت، وإطلاقهم عشرات من زملائهم الأسرى ومواطنين احتجزتهم الحكومة بحجة مساعدة الحركة وإيواء مقاتليهم. لكن البيان اتهم أيضاً القوات الحكومية الهاربة بخطف سجناء. في المقابل، صرح قائد شرطة ولاية أروزجان بأن القوات الحكومية لا تزال تحاول وقف تقدم طالبان بالوسائل كافة، لكن قلة الإمدادات وانخفاض الروح المعنوية لدى هذه القوات قد يساعدان «طالبان» في تحقيق تقدم واسع في الولاية، وهو ما حذر منه قادة المجلس المحلي للولاية، مع مطالبتهم الحكومة بتوفير المزيد من الدعم البشري والتسليح للقوات الحكومية، من اجل استعادة ما خسرته ميدانياً. وتعاني القوات الحكومية من تشتت جهودها في مواجهة طالبان التي نجحت هذه السنة في تنفيذ عمليات عسكرية في مناطق جغرافية متباعدة، ما جعل القوات الأفغانية تنتشر في أماكن ومساحات واسعة. كما أن كثرة تنقل القوات المسلحة أرهق الحكومة مادياً، وخفّض الروح المعنوية لأفراد الجيش وإثر على كفاءة الجنود. ويتقدم مسلحو «طالبان» أيضاً في ولايات هلمند وبادغيس وفارياب وقندوز، فيما تدور اشتباكات شبه يومية مع القوات الحكومية في ولايات أخرى، وتنفذ الحركة حملة تفجيرات في العاصمة كابول ومحيطها، ما أثار حال هلع وانعدام الأمن تستغلها «طالبان» لمد نشاطها والتشكيك في قدرة الحكومة. ويترافق ذلك مع انقسام حاد بين معسكري الرئيس أشرف غني ومعسكر رئيس السلطة التنفيذية عبدالله عبدالله الذي طالب قبل ثلاثة أسابيع بعزل غني بحجة عدم الكفاءة وافتقاد القدرة على إدارة شؤون أفغانستان.