أجمعت الردود التي سجلت امس، على الخطاب الذي القاه الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصر الله، على رفض وصفه السابع من أيار (مايو) العام الماضي بأنه «يوم مجيد». وتساوى حلفاء الحزب مع معارضيه في انتقاد مواقف امينه العام وذهب بعضهم الى دعوته «للانصراف الى مواجهة العدو وترك الشأن الداخلي الى حكم الوفاق الوطني». واعتبر الرئيس السابق للحكومة سليم الحص أن «يوم 7 أيار كان يوماً أليماً، ولا نتفق مع السيد نصرالله في قوله ان يوم 7 أيار كان يوماً مجيداً، فالاقتتال بين الأخوة لا بل بين أبناء الشعب الواحد والجماعة الواحدة أمر موجع وفاجع من حيث المنطلق، ولا ينجم عنه بطبيعة الحال، كما برهنت الأيام وكذلك السجال المدمر الذي ما زال يحتدم حول ما وقع في ذلك اليوم المشؤوم، سوى تعميق حال الانقسام الوطني وإتاحة الفرصة أمام أصحاب المآرب الخبيثة في الداخل والخارج لاستغلال الحدث للنيل من وحدة الشعب والوطن». وقال: «فلتكن المقاومة متفرغة لهذا الدور المميز حصراً، اما الساحة الداخلية فلا حكم فيها الا للوفاق الوطني والتفاهم الأخوي. والأمن لن يستقيم إلا في حال من الاستقرار والوئام السياسي وفي كنف ديموقراطية حقيقية». واعتبر الرئيس نجيب ميقاتي «اننا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ لبنان في أشد الحاجة الى تمتين الوحدة الوطنية وتعزيز التضامن والابتعاد عن الكلام المتشنج»، وقال: «حبذا لو لم يعط المجد لتاريخ السابع من آيار 2008، وماذا تركنا للخامس والعشرين من أيار 2000 تاريخ الانسحاب الإسرائيلي من لبنان؟ وماذا تركنا لتاريخ هزيمة العدو الإسرائيلي في حرب تموز عام 2006؟ حبذا لو كان البديل موقفاً يعزز التلاحم الوطني». ورأى الرئيس عمر كرامي في كلام نصرالله «رد فعل على كلام قيل على لسان رئيس كتلة «المستقبل» فحواه «ما بننسى والسما زرقا»، مؤكداً أن «مصلحة لبنان هي في التهدئة»، وجدد دعوته الى «عدم ادخال البلد في تكرار الفعل وردات الفعل»، متمنياً أن «ينذكر يوم 7 أيار وما ينعاد». وأكد التزامه «رد الزيارة لسعد الحريري بعد الانتخابات»، معتبراً أن «معارضتي الشرسة للسياسات التي انتهجتها حكومات الرئيس الشهيد رفيق الحريري لم تمنع صداقة ووداً واحتراماً متبادلاً، ولا مانع لدينا من سلوك النهج نفسه مع ولده سعد من دون أن نغير اقتناعاتنا». نواب ووزراء ورأى وزير العدل إبراهيم نجار أن خطاب نصرالله «هو رد غير مباشر على جلسة مجلس الوزراء الأخيرة، ونتائجه ستكون خطيرة»، معتبراً أنه كان من مصلحة «التيار الوطني الحر» أن يأتي خطاب الأمين العام ل «حزب الله» بصورة هادئة، وألا «ينقّز» الناخب المسيحي»، وأضاف: «هكذا خطاب في هذا الظرف يستوقف فعلاً، ويعيد خلط الأوراق عشية الانتخابات». ورأى وزير الداخلية زياد بارود ان لبنان «لم ينزلق نحو الدكتاتورية لأنه متنوع وهذا ما يبعده أيضاً عن الخط الواحد والحزب الواحد والجميع يعرف ذلك». ولفت في حديث الى اذاعة «صوت لبنان» الى ان «لبنان ملتزم القرار 1701 وتطبيقه لأنه يحمي الناس بما فيها المقاومة». واعتبر ان «الفترة التي سبقت السابع من أيار مهدت الطريق للصدام لذلك يجب منع تراكم الأمور كي لا تصل الى الانفجار، وإن عدم استكمال تعيين أعضاء المجلس الدستوري من أبرز التحديات التي تواجه نتائج الانتخابات وشرعية المجلس المنتخب»، متخوفاً من «أن تصدر أصوات تطعن سياسياً بالانتخابات... من هنا أهمية تشكيل المجلس الدستوري». وأكد ان «الخطاب المتفجرّ غير مفيد للانتخابات ويجب ضبطه على طاولة الحوار وفي مجلس الوزراء، وكلام التخوين والتجريح لن يؤدي الى مكان». واستغرب وزير السياحة إيلي ماروني خطاب نصرالله، معتبراً كلامه «برنامجاً للحكم في المستقبل». وسأل: «هل يكون قتل اللبنانيين وحرق منازلهم هو يوم مجيد؟»، وقال: «أستغرب السكوت من قبل حلفاء السيد نصرالله على هذا الأمر». وقال انه لا يعتبر «أن خطاب نصرالله يشد الهمم للانتخابات، بل ل 7 أيار جديد». واعتبر الوزير السابق جان عبيد انه «لا يجوز تحت اي ظرف ان يأخذنا خطاب عالي النبرة من هنا او كلام من هناك الى السقوط في المحظور والمرفوض من الفتن والصراعات الأهلية والمؤلمة، وكما قال النائب جنبلاك فإن اللبنانيين دفعوا اثماناً غالية من اجل استخلاص عبر وتجارب بديهية كان يمكن بل يجب تلافيها». وقال عبيد في تصريح، ان «الانتصارات المجيدة هي فقط تلك التي نحققها ضد العدو الإسرائيلي وليست تحت اي ظرف تلك التي يحققها الصراع الأهلي سواء بين طائفة وأخرى او مذهب ومذهب او حزب وحزب او بلد عربي وبلد عربي آخر، ومهما كان الاعتبار او الشعار، نتوقع ونتمنى ان تهدأ اللغة والأنفس رأفة بما تبقى من هدوء في لبنان». ورأى النائب بطرس حرب أن «هناك مشاريع للإطاحة بالدولة، ومشاريع لتجاوزها، وتقزيم رئيس الجمهورية وتحويله الى خيال صحراء، مشاريع لضرب المؤسسات الدستورية وتعطيل الحكومة ومصادرة المجلس النيابي، لكن شعبنا الواعي سيرفض هذه المشاريع وسيعبر في 7 حزيران عن رفضه». وسأل عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت: «ماذا يمجد نصرالله؟ هل يمجد استعمال السلاح داخل لبنان بدل أن يكون باتجاه إسرائيل؟ هذا تمجيد لمنطق الحزب الواحد الشمولي فقد أعترف السيد حسن بهذا علناً». واعتبر عضو «اللقاء الديموقراطي» النيابي أنطوان أندراوس أن خطاب نصرالله «تصعيدي بكل المقاييس، ورسالة إلى اللبنانيين فحواها أنه في حال فازت قوى الرابع عشر من آذار في الانتخابات النيابية المقبلة فلا يستطيعون أن يحكموا إلا مع «حزب الله» والمعارضة». ودعا النائب مصباح الأحدب السيد نصرالله الى «الا ينسى ان لبنان لم يسقط، وطرابلس وقفت في السابع من ايار عندما تحولت المقاومة الى ميليشيا»، وقال: «ما حصل حكماً ليس يوماً مجيداً، بل انه يوم اسود، ويوم الاستعلاء والاستكبار، ويوم الخطيئة».