دانت الجامعة العربية اليوم (الخميس) التصريحات «العدائية والتحريضية» للمرشد الإيراني على خامئني ضد المملكة العربية السعودية. وأصدرت الجامعة العربية بياناً حاد اللهجة بعنوان «إدانة التصريحات العدائية والمشينة للمرشد الإيراني»، عقب اجتماع لوزراء الخارجية العرب في مقر الجامعة في القاهرة. واستنكر الوزراء العرب «بأشد العبارات اللغة التي صدرت بها تلك التصريحات والتي لا تليق بأعلى سلطة إيرانية». ودانت الجامعة أيضاً «العبارات المسيئة والمشينة التي لا يجب أن تصدر من زعيم دولة إسلامية ولا تتفق أيضاً مع حقيقة ما تقوم به المملكة العربية السعودية تجاه الإسلام والمسلمين». وأكد البيان أن «السعودية هي الوحيدة المختصة بتنظيم أمور الحج وخدمة ضيوف الرحمن»، معلنة رفضها «استخدام فرائض الإسلام لإثارة النعرات الطائفية لتحقيق أهداف سياسية خاصة في موسم الحج». وكان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز أكد الإثنين الماضي أن «المملكة منذ تأسيسها تعمل على خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما وتوفير متطلبات أداء هذه الرسالة العظيمة كافة». وحول ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وكبار المسؤولين حول إلقاء اللائمة على المملكة في عدم تمكين الحجاج الإيرانيين من أداء الحج لهذا العام، قال إن «ما تثيره وسائل الإعلام الإيرانية وبعض المسؤولين الإيرانيين لا يستند إلى الصدقية والموضوعية، وهم يعلمون قبل غيرهم أن المملكة قدمت للحجاج الإيرانيين، كبقية حجاج بيت الله الحرام، كل التسهيلات، لكن بعثة الحج الإيرانية تقدمت هذا العام بمطالبات تخالف مقاصد الحج وما تلتزمه بعثات الحج الأخرى، وتعرض أمن الحج والحجاج بما فيهم الحجاج الإيرانيين إلى الخطر وتخالف كذلك قدسية المكان والزمان». وشدد على أنه سيتم التعامل مع من يخالف مقاصد الحج ويمس أمن الحجيج بحسم وحزم. وبدأ وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعات دورية في القاهرة، خيمت عليها الصراعات المسلحة في سورية والعراق وليبيا واليمن والتوتر مع إيران، ومخاوف من التشدد الإسلامي. وتعقد اجتماعات الدورة الرقم 146 لمجلس وزراء الخارجية العرب في مقر جامعة الدول العربية. وقال وزير خارجية البحرين رئيس الدورة المنقضية لمجلس وزراء الخارجية العرب الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة حول القضية سورية إن «ألمنا يزداد يوماً بعد يوم على ما يعيشه الشعب السوري الشقيق». وعبر أيضاً في الجلسة الافتتاحية للاجتماعات عن الأسف «لعدم الوصول إلى اتفاق» في المحادثات التي استضافتها الكويت في شأن الصراع المسلح في اليمن. وطالب إيران «بالوقف الفوري لتدخلاتها في الشؤون الداخلية للدول العربية». وتدعم إيران المتمردين الحوثيين في اليمن. وأشار الوزير البحريني إلى الانتقادات إيران لإدارة السعودية للحج، قائلاً: «نرفض محاولات إيران المستمرة لتسييس موسم الحج». من جهته وصف وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي الذي تسلم رئاسة الدورة الجديدة للمجلس الوزاري ما يحصل في العالم العربي، بما في ذلك بلاده التي تواجه مشكلة تشدد إسلامي، بأنه «أوضاع دقيقة واستثنائية». لكنه شدد على أن إعادة الأمن والاستقرار إلى الشرق الأوسط يتطلب حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية. وتقول الدول العربية ان قضيتها الأولى هي القضية الفلسطينية على رغم مخاوفها من تبعات الصراعات المسلحة في عدد منها، وكذلك من خطر التشدد الإسلامي. وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في كلمته مشيراً إلى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) الذي استولى على أجزاء كبيرة من العراق وسورية، والذي أوجد لنفسه مواطئ قدم في دول عربية أخرى: «نرفض أن نترك مستقبلنا رهينة لقوى التخلف والتطرف واليأس». وانتقد أبو الغيط إيران قائلاً: «إن استقرار العراق رهن باحترام دول المحيط الجغرافي لسيادته واستقلاله الوطني، ويقودني ذلك إلى الحديث بكل وضوح عن التدخلات الإيرانية المرفوضة في الشؤون الداخلية للدول العربية». وتابع: «هذه التدخلات أفرزت اضطرابات واحتقانات طائفية وصراعات مذهبية في عدد من البلدان العربية». وانتقد سفير السعودية في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة رئيس وفد السعودية في الاجتماعات أحمد قطان إيران، مشدداً على أن السعودية ستبقى المختصة بتنظيم أمور الحج.