استغلّ الرئيس الأميركي باراك أوباما زيارته لاوس لنبذ الانعزالية التي ينادي بها دونالد ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة في الولاياتالمتحدة. ويشارك أوباما في قمة «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) التي طغى عليها أمس نشر الفيليبين صوراً لما اعتبرت أنها استعدادات صينية سرية للبناء على جزيرة متنازع عليها في بحر الصينالجنوبي. لكن بكين أبدت «ثقتها» بإمكان «تحسين علاقاتها» مع مانيلا. وزار أوباما سوقاً ومعبداً بوذياً قديماً في بلدة لوانغ برابانغ الجبلية شمال لاوس، حيث رحّب به المواطنون خلال تجوّله قرب نهر ميكونغ، وتذوّق لبن جوز الهند الطازج الذي تبيعه نساء، وهو مشروب محلي معروف، وتوقّف لالتقاط صور مع المواطنين والتحدث معهم. وقال أوباما: «إذا كنت الولاياتالمتحدة، قد تشعر أحياناً بكسل، وتفكّر: نحن (قوة) ضخمة جداً، ولا نحتاج الى أن نعرف أي شيء عن الآخرين». وأضاف: «هذا جزء ممّا أحاول تغييره». ولفت الى أن الأوضاع السيئة تدفع بعضهم إلى «رفض آخرين يختلفون عنهم»، معتبراً أن ذلك يؤكد أهمية أن تعزّز الولاياتالمتحدة مبادئ تسمو فوق أي دين أو جنسية أو عرق. وتابع: «ليس كل شخص في أميركا يتفق معي في ذلك. سأترك الأمر عند هذا الحدّ». إلى ذلك، أعلن مسؤولون أن محادثات بين زعماء «آسيان» ورئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ مرت بسلاسة، ولم ترد خلالها أي إشارة الى قرار أصدرته محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي، رفض إعلان بكين أن لديها حقوقاً تاريخية بالسيادة على بحر الصينالجنوبي. وأشار مشاركون في القمة الى أن الصين وقادة «آسيان» اتفقوا خلال الاجتماع على إقامة خطوط ساخنة بين وزارات خارجية الدول، للتعامل مع أي طوارئ في البحر المتنازع عليه. وقبل ساعات من الاجتماع، نشرت وزارة الدفاع الفيليبينية صوراً وخريطة توضح تزايد عدد السفن الصينية قرب جزيرة «سكاربورو» التي سيطرت عليها بكين، بعد صدام عام 2012. وبرّر ناطق باسم الوزارة نشر الصور بنفي السفير الصيني في مانيلا أي نشاط جديد هناك. وتابع: «نعتقد بأن هذا يمهّد لتشييد محتمل لمبان على الجزيرة». واعتبر أن نفي الصين «يسبّب مزيداً من الانزعاج. نشعر بقلق بالغ إزاء هذا التطور». وذكر وزير الدفاع الفيليبيني ديلفين لورنزانا أن مقاتلة فيليبينية حلّقت فوق الجزيرة، مشيراً إلى أنها رصدت عدداً من السفن أكبر من المعتاد، في الأسطول الصيني الصغير المتمركز هناك منذ عام 2012، ما «يسبّب قلقاً بالغاً»، علماً أن «سكاربورو» تبعد 230 كيلومتراً من جزيرة «لوزون» الفيليبينية، حيث قاعدة دائمة للقوات الأميركية. لكن بكين أكدت أن «لا نشاطات حفر أو بناء» في الجزيرة، معتبرة أن «بعضهم يضخّم الوضع، بنشره هذه المعلومات». وأكد ليو تشن مين، نائب وزير الخارجية الصيني، أن بلاده «واثقة من إمكان العمل مع الفيليبين لتحسين علاقاتنا».