قرر مجلس بلدي الدمام في جلسة طارئة أمس مخاطبة أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف لحل أزمة ضاحية الملك فهد في الدمام، إثر وفاة طفل (أربعة أعوام) غرقاً في أحد المستنقعات المنتشرة في الحي، الذي يعاني منه الأهالي منذ سنوات. وأكد المجلس أنه عقد جلسة طارئة لمناقشة وفاة الطفل وبحث الحلول اللازمة، مؤكداً أنه سينقل الملف إلى أمير المنطقة للتدخل لحل الأزمة التي وصفها المجلس ب«الكارثية». وأوضح رئيس المجلس أنه لن يتوانى في إدانة الجهة المسؤولة فور صدور أي تقرير يثبت تورطه في الحادثة. إلى ذلك، حسم أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير الجدل الدائر حول أزمة، موضحاً خلال تصريح صحافي بعد حفلة تكريم المشاركين والعاملين في مهرجان «صيف الشرقية 37» مساء السبت الماضي، أن أمير المنطقة الشرقية استعجل تنفيذ خدمة شبكات الصرف الصحي في ضاحية الملك فهد، ورفع الأمر للجهات العليا، الذي وجه باعتماد مبلغ 500 مليون ريال لحي الضاحية لتنفيذ الصرف الصحي بالحي منذ العام الماضي. وأضاف أن الأمانة عملت مع جميع الجهات الخدمية لتنمية ضاحية الملك فهد وتزويدها بالخدمات الرئيسة لمواكبة تنفيذ البرنامج التطويري كشبكات الصرف الصحي، ونسبة النمو الذي شهدته المنطقة أخيراً في العمران، وارتفاع عدد السكان واستهلاك المياه والاعتماد على البيارات لتصريفها، أدى إلى تسريب المياه للأراضي المجاورة وارتفاعا ملاحظاً في منسوب المياه الجوفية وظهور المستنقعات المتفرقة. ولفت إلى أن الأمانة ردمت أخيراً 600 من أصل ألف مستنقع في الضاحية، مؤكداً تحمل الأمانة جزءاً من المسؤولية، إذ سمحت بالفسح في البناء بالحي. وأكد أن الأمانة عملت على ثلاث مراحل، الأولى على دفن المستنقعات، ولكن المشوار طويل لأنها متجددة، إذ تعمل على طوال العام في تنفيذ هذه الحلول، والمرحلة الثانية عقود عمل عن طريق المقاولين وجار اعتمادها من وزير الشؤون البلدية والقروية للأحياء المشابهة سواء ضاحية الملك فهد أم العزيزية، ويوجد حالياً مشروعان، والمرحلة الثالثة حفر نفق كلفته أكثر من 13 مليون ريال لخفض ارتفاع المياه الجوفية في منطقة الأبراج الكهربائية بجانب شارع الملك سعود. وكشفت مصادر أن الأمانة انتهت من تصميم كامل منظومة شبكات تصريف مياه الأمطار، وخفض منسوب المياه الجوفية ومحطات الوقود وخطوط الطرد بالضاحية، ضمن مشروع إعداد الدراسات والتصاميم بمنطقة الدمام، الذي تبلغ كلفته 830 مليون ريال، فيما يتم حالياً التنسيق بين الأمانة ووزارة الشؤون البلدية والقروية لتخصيص مبالغ مالية مستقلة عما خصص لمدن الدمام للأعوام من 2017 و2020، وذلك ليتسنى تنفيذ جميع مراحل مخرجات الدراسة والتصاميم الخاصة بضاحية الملك فهد، من دون التأثير على تأخر الخدمة ببقية الأحياء المأهولة بالسكان وتلافياً للسلبيات. وأوضحت المصادر ل«الحياة» أن مشكلة الضاحية تكمن في عدم تنفيذ وزارة الكهرباء والمياه أي مشاريع لشبكات مياه الصرف الصحي في الضاحية وحي العزيزية في الخبر ويعتبران أكبر مخططين في المنطقة الشرقية، فيما التزمت إدارة المياه الصمت طوال الفترة الماضية حيال عدم تنفيذ شبكات الصرف الصحي، ما زاد حجم المشكلة ومعاناة سكان الحي. وبينت أن الخطة الزمنية لتنفيذ شبكات الصرف الصحي في ضاحية الملك فهد تراوح بين ثلاث إلى خمس سنوات، إلا أن المشروع توقف ولم يطرأ عليه أي جديد، إضافة إلى عدم تنفيذ شبكة تصريف مياه الصرف الصحي أسهم في شكل كبير في ارتفاع منسوب المياه الجوفية وحدوث تصدعات كبيرة في المنازل.