قتلت وحدات الجيش التونسي عنصراً مسلحاً إثر عمليات تمشيط في جبل «سمامة» التابع لمحافظة القصرين الحدودية مع الجزائر غربي البلاد، فيما اندلعت احتجاجات في منطقة «بن قردان» الجنوبية قرب الحدود مع ليبيا احتجاجاً على مقتل مهربين برصاص حرس الحدود التونسي. وأعلنت القناة الرسمية الأولى أمس، مقتل مسلح وإصابة 3 آخرين في اشتباكات بين وحدات عسكرية تونسية ومجموعة مسلحة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في جبل «سمامة» الواقع في محافظة القصرين (غرب تونس) الحدودية مع الجزائر. وينفذ الجيش عمليات تمشيط واسعة النطاق في جبل «سمامة» والمناطق المحيطة به لتعقب عناصر مسلحة، ولم يقدم الناطق باسم الجيش التونسي تفاصيل عن العملية مكتفياً بالقول إن عسكريَين أُصيبا بجروح أثناء عمليات التمشيط التي مازالت متواصلة. وتأتي هذه العملية العسكرية بعد أيام من عملية أمنية شهدتها منطقة «الكرمة» (وسط القصرين) أسفرت عن مقتل مسلحَين مواليَين لتنظيم «داعش» وفق السلطات، إضافة إلى مكمن نفذه مسلحون موالون لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي على جبل «سمامة» الواقع في المحافظة ذاتها سقط ضحيته 3 جنود وجُرح 7 آخرون. في غضون ذلك، نظّم أهالي مدينة «بن قردان» التابعة لمحافظة مدنين (جنوب شرق) الحدودية مع ليبيا تظاهرات احتجاجية أدت إلى إغلاق أغلب المرافق الحيوية في المدينة، وذلك على خلفية مقتل شاب يعمل في التجارة الموازية برصاص الجيش بعد رفضه الامتثال لتعليمات الجنود بالتوقف. وشهدت المؤسسات العامة والخاصة في «بن قردان» شللاً تاماً بعد خروج الأهالي ومنظمات المجتمع المدني في مسيرة جابت شوارع المدينة الحدودية، رافعين شعارات تستنكر «تكرر الوفيات المسجلة في صفوف المهربين على أيدي الجيش». وطالب المحتجون سلطات بلادهم (الجيش والجمارك وحرس الحدود) بتغيير أسلوب تعاملهم وتجنب «القتل المباشر للتجار والمهربين». وُذكر أن دورية عسكرية تونسية تصدت في المنطقة العسكرية العازلة في مدينة بن قردان السبت الماضي، لسبع سيارات قادمة من الأراضي الليبية. وحصل اشتباك مع المهربين الذين أطلقوا النار ما أدى إلى مقتل مهرب. وشددت تونس إجراءاتها الأمنية على الحدود مع ليبيا، وأقامت ساتراً ترابياً بطول 250 كيلومتراً بين المعبرين الحدوديين «رأس الجدير» في محافظة مدنين جنوب شرقي البلاد و«الذهيبة - وازن» (جنوب) لمنع تهريب أسلحة ومسلحين.