شكّلت قضية استئناف المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل أبرز القضايا التي بحثها الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مساء أول من أمس بحضور رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وبدا واضحاً أن الرئاسة الفلسطينية بانتظار صدور بيان اللجنة الرباعية لتعلن موقفها. وصرح عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس كتلتها البرلمانية عزام الأحمد الذي رافق عباس في زيارته الدوحة، بأن القرار النهائي في شأن المفاوضات المباشرة مع إسرائيل سيصدر اليوم أو غداً في ضوء بيان مرتقب من اللجنة الرباعية يحدد مرجعية المفاوضات. ونوه بوحدة الموقف العربي أيضاً، وقال إن عباس طلب مهلة أيام في سبيل التشاور مع الأطراف العربية، في إشارة الى جولة عباس التي شملت مصر والأردن وقطر. وقال الأحمد إن «الولاياتالمتحدة تجري مشاورات مع اللجنة الرباعية، ونريد أن نعرف الموقف النهائي من طلبنا من أطراف اللجنة العربية، وفي ضوء ذلك ومع المشاورات التي سنجريها سنحدد الموقف النهائي، وسنقول نعم أو لا في ضوء ما سنسمعه من مساعد المبعوث الأميركي ديفيد هيل الأحد أو الاثنين». وأضاف: «سنبني جوابنا على نقطتين، ما سنسمعه من آراء عربية والرد الأميركي، وإذا ما لبي ما لا نعتبره شروطاً كما تحاول إسرائيل أن تصور، فهي متطلبات وأسس لعملية السلام سبق أن اعتمدت ووافقت عليها الأطراف المعنية». ونقلت عنه وكالة «رويترز» قوله إن «كل الاقتراحات الثلاثة التي تقدمت بها السلطة لبدء المفاوضات المباشرة لم تلق تجاوباً كاملاً»، مؤكداً أن «هناك رفضاً إسرائيلياً لجهة عقد اجتماع ثلاثي، وبالتالي الولاياتالمتحدة ترفضه أيضاً، كما إن فكرة اللجنة الرباعية يجري النقاش حولها الآن بين الإدارة الأميركية واللجنة الرباعية والجانب الفلسطيني، وهناك أكثر من طرف عربي دخل على الخط خصوصاً مصر والأردن». وكرر الأحمد أن «أبو مازن طلب مهلة عدة أيام من أجل التشاور مع الأطراف العربية التي هي على تماس مباشر (...) ونريد أن نحدد موقفنا إما الأحد المقبل أو الاثنين المقبل». وعن الأطراف التي ستشارك في المفاوضات المباشرة في حال تقرر استئنافها، أوضح الأحمد أن «الرسالة العربية طلبت أن تشارك الولاياتالمتحدة في المفاوضات وأن تكون راعية لها». وأضاف: «ضمن النقاط التي يتم بحثها شكل بداية المفاوضات وأين ومن سيشارك، فهذه النقاط مطروحة على الطاولة، ونأمل في أن تكون هناك مشاركة واسعة من أطراف عربية ودولية، وهذا أمر غير محسوم حتى الساعة». في غضون ذلك، اتهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، رئيس دائرة المفاوضات الدكتور صائب عريقات في مقابلة أجرتها معه «الحياة» في الدوحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بعرقلة المفاوضات المباشرة، وقال: «لسنا ضد المحادثات المباشرة، ومن يملك المفتاح هو نتانياهو». وأضاف: «لا نريد مواجهة إدارة الرئيس (باراك) أوباما، ونحن من البداية قلنا إننا سنتعاون معه ونريد إنجاحه لأن نجاحه يعني استقلالنا، واستقلالنا يعني إنهاء الاحتلال، لكننا نريد الصيغة المناسبة التي تضمن نقاط ارتكاز هذه المحادثات» المباشرة مع إسرائيل. وبالنسبة الى الرسالة التي توجهها السلطة الفلسطينية الى اللجنة الرباعية، قال: «نأمل في أن تضع اللجنة الرباعية الأسس والركائز التي وردت في بياناتها في نيويوركوموسكو وإيطاليا»، مشدداً على أن للجنة الرباعية موقفاً متقدماً، وهي دعت الى وقف الاستيطان وضرورة امتناع إسرائيل عن هدم البيوت وتهجير سكان القدس، كما دعت الى إقامة دولتين وفقاً للقانون الدولي، وذكرت أن الحل العادل لقضية اللاجئين يستند الى مبادرة السلام العربية. وخلص الى «أننا نأمل في أن تحقق اللجنة الرباعية تلك الأسس، وألا تكون فقط داعية بل أن تكون معنا في المفاوضات، وأن يكون لها دور فاعل في المحادثات (المباشرة) وأيضاً في تنفيذ الاتفاق في حال التوصل إليه» بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وأكد أن التركيز يتم الآن على قيام اللجنة الرباعية بإصدار بيان خلال أيام، و«نأمل في أن يتضمن البيان عناصر ورقة بياناتهم في آذار (مارس) في موسكو، وفي نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي، وفي إيطاليا في حزيران الماضي، والتي حددت هدف عملية السلام بإقامة دولتين على حدود عام 1967 وطالبت الحكومة الإسرائيلية بوقف الاستيطان وهدم البيوت وتهجير السكان من القدس». وتابع: «الآن جاء في العاشر من الشهر الجاري ميتشل وقدم أفكاراً جديدة، وقدمنا له أفكاراً جديدة، وكان لقاؤنا معه معمقاً في هذا الموضوع (المفاوضات)، والآن التركيز على سعي اللجنة الرباعية العربية الى إصدار بيان». وأشار في هذا السياق الى رسالة أوباما الى عباس، وقال إن «الرئيس الأميركي حدد في رسالته مواضيع البحث وجدول الأعمال (للمفاوضات) والسقف الزمني، لذلك عقد أبو مازن لقاءات مع الرئيس المصري والعاهل الأردني وأمير قطر»، مشيراً الى اتصالات مع عدد من الدول، ومؤكداً وجود موقف عربي موحد.