أعلنت وزارة الداخلية المغربية أن وزير الداخلية الإسباني الفريدو بيريز سيقوم بزيارة عمل إلى الرباط في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لإجراء محادثات مع نظيره المغربي الطيب الشرقاوي هي الأولى منذ تفجر الأزمة بين البلدين الجارين على خلفية اعتداءات ضد مغاربة عند معابر حدودية اعتبرتها الرباط «عنصرية». وأشارت الوزارة في بيان أمس إلى أن «المحادثات ستعرض إلى ملفات التعاون الأمني والحرب على الإرهاب والتصدي للهجرة غير الشرعية والاتجار في المخدرات والجريمة المنظمة». وحرص البيان على تأكيد أن المحادثات تتناول القضايا ذات الاهتمام المشترك في نطاق الصلاحيات المخولة للوزارتين، ما يعني أنه لا تزال هناك ملفات سياسية عالقة تبحث على مستويات أخرى، خصوصاً على صعيد القمة المرتقبة بين العاهلين الإسباني خوان كارلوس والمغربي محمد السادس في موعد لم يحدد بعد. وتوقف مراقبون أمام تركيز البيان المغربي على الملفات الأمنية، ما يعني استبعاد طرح البعد السياسي للأزمة الذي يخص البحث في مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، لا سيما أن الرباط ركزت انتقاداتها على تصرفات موظفي الشرطة والحرس المدني في المعابر الحدودية للمدينتين، من دون إشارة إلى وضعيتهما تحت الاحتلال. وينظر إلى ذلك الموقف المرن إلى حد ما، باعتباره ساعد في دخول أطراف متنفذة على خط الأزمة بين مدريدوالرباط، خصوصاً العاهل الإسباني ورئيس الوزراء خوسيه لويس ثاباتيرو. وتقول مصادر مغربية إن الموقف الرسمي للرباط إزاء هذه القضية «واضح لا غبار عليه»، وأن رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي عبر عنه صراحة لدى دعوته حكومة مدريد إلى الدخول في مفاوضات شاملة، لكن الأزمة الراهنة «طاولت تصرفات ذات طابع عنصري مست مواطنين مغاربة ومهاجرين أفارقة رمي بهم في عرض المتوسط في ظروف صحية متدهورة».