ناشد مدنيون مشردون وزعماء دينيون في جنوب السودان الذي تمزقه الحرب، مجلس الأمن، إرسال قوات أجنبية إضافية في شكل عاجل، في وقت تساءل وزراء عما إذا كانت هناك حاجة إلى نشر مزيد من قوات حفظ السلام في العاصمة جوبا. واجتمع وفد من مجلس الأمن مع حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت وزعماء دينيين وقياديين للمجتمع المدني وزار مجمعين للأمم المتحدة في جوبا لجأ إليهما عشرات الآلاف من المدنيين وسط أعمال عنف بدأت قبل نحو ثلاث سنوات. وعلى رغم أن الصراع في جنوب السودان اندلع في كانون الأول (ديسمبر) 2013 بسبب التناحر السياسي بين سلفاكير وزعيم المعارضة رياك مشار، حذر كبير الأساقفة الأنجيليين دانييل دينغ من أنه «تم جعل الناس يعتقدون إنها حرب قبلية». وقال لمجلس الأمن في إشارة إلى الإبادة الجماعية التي قام بها الهوتو ضد التوتسي والمعتدلين من الهوتو في 1994: «ما حدث في رواندا نخشى من إمكان حدوثه في هذا البلد». ووصف كبير الأساقفة الكاثوليك باولينو لوكودو لورو النشر المزمع لقوة حماية إقليمية قوامها أربعة آلاف فرد لضمان السلام في جوبا والتي أجازها مجلس الأمن الشهر الماضي بأنها «قوة مصالحة». وقال: «نحتاج إلى هذه المساعدة. لا يمكننا وضع بلدنا على الطريق الصحيح وحدنا». وحصل جنوب السودان على الاستقلال من السودان في 2011، لكنه انزلق في حرب أهلية بعد أن عزل سلفاكير مشار من منصب نائب الرئيس. وغالباً ما اتخذ الصراع بين القوات الموالية لكير وهو من قبيلة الدنكا ومشار وهو من النوير خطاً عرقياً. ووقع الاثنان على اتفاق سلام قبل عام، لكن القتال استمر وفر مشار الآن من البلاد إلى السودان المجاور. وبعد اجتماع بين أعضاء مجلس الأمن وحكومة سلفاكير، قالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سمانثا باور إن الوزراء سألوا «عما إذا كانت قوة الحماية الإقليمية ما زالت ضروريةً في ضوء هروب ريك مشار من البلاد وفي ضوء أن الحكومة الانتقالية تعمل في شكل أكثر سلاسة». وقالت باور للصحافيين: «نحن كمجلس أمن بعثنا برسالة لا لبس فيها وهي (نعم) هذه القوة ما زالت ضرورية». وهدد مجلس الأمن بفرض حظر على السلاح في جنوب السودان إذا لم تتعاون حكومته. وقال نائب السفير البريطاني في الأممالمتحدة بيتر ويلسون للصحافيين إن «من بين الأسباب التي تجعل نشر قوة حماية إقليمية ضرورياً إلى هذا الحد، أن قدراً كبيراً من موارد يونميس (بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان) مخصص لحماية المدنيين في المخيمات». وتحمي قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام حالياً حوالى 200 ألف مدني في ستة مواقع في كل أنحاء جنوب السودان. وزارت بعثة مجلس الأمن مخيمين في جوبا السبت واستقبلها في دار ضيافة الأممالمتحدة نازحون من النوير في شكل أساسي بهتافات: «يسقط سلفاكير». وقال أحد النازحين الذي يحتمي بدار ضيافة الأممالمتحدة منذ سنوات عدة: «نحتاج مساعدتكم لقد تعبنا». وشاب الصراع في جنوب السودان استخدام الاغتصاب كسلاح وأبلغت بعض المشردات أعضاء مجلس الأمن السبت إنهن يجازفن بالتعرض للعنف الجنسي في كل مرة يغادرن فيها المخيم للحصول على طعام وحطب. وقالت باور: «إنني كأم لا يمكن أن أتصور هذا الخيار. أعرف أنني سأخرج وأتحمل هذه المجازفة من أجل أطفالي، أعتقد أن أي أم ستفعل ذلك. سمعنا نداءات ملحة من أجل نشر قوة الحماية الإقليمية بسرعة».