اسلام آباد، بكين، موسكو - أ ف ب، رويترز - انحسرت سيول الفيضانات في مناطق اقاليم السند جنوبباكستان والبنجاب (وسط) ووادي سوات (شمال غرب)، فيما توقع خبراء الأرصاد الجوية ان يجلب سقوط أمطار جديدة مزيداً من الدمار، وأكدت وكالات اغاثة ان أي أزمة صحية ستشكل عبئاً على عملها الذي يواجه فعلياً تحديات كبيرة في توفير الإمدادات المطلوبة ل 14 مليون مشرد. وقال رئيس جهاز الرصد الجوي عريف محمود: «يتراجع مستوى الفيضانات في انهار السند وسوات والبنجاب، لكنه قد يرتفع في منطقة تاونسا من دون ان يبلغ مستوى خطيراً». ونزح مشردون كثيرون الى الطرقات، وبعضهم الى مخيمات اقيمت على عجل تفتقد الأغذية وتواجه موجة حر لا يطاق. وقال ماوريتزيو جوليانو الناطق باسم مكتب تنسيق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية: «نقدر عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى مأوى بأكثر من مليوني نسمة، ووفرنا مأوى لربعهم تقريباً، وبدأنا في تسليم خيم ومعدات بناء اخرى في البنجاب والسند». وفيما يتزايد قلق الأممالمتحدة من الأمراض التي تنتقل من طريق المياه، خصوصاً بعد رصد 36 ألف حالة اشتباه بالإصابة بإسهال حاد في 96 منشأة صحية على الأقل في البلاد، اكد جوليانو ان المنظمة ترد بكل أنواع اجراءات الوقاية والأدوية. ويمكن ان تمثل الكوليرا أزمة أخرى كبيرة. وقال الدكتور ارشاد شيخ، المستشار الإقليمي لأعمال الطوارئ والأعمال الإنسانية في منظمة الصحة العالمية: «هناك تزايد في حالات الإصابة بالإسهال، ونستطيع تأكيد انها كوليرا». ويصل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى باكستان اليوم لزيارة مناطق الفيضانات التي سيتفقدها ايضاً الأسبوع المقبل السناتور الديموقراطي جون كيري رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، والذي ساهم العام الماضي في وضع قانون منح باكستان مساعدات اميركية بقيمة 7,5 بليون دولار. وفي الصين، تسبب هطول امطار جديدة على مناطق عدة غرب الصين في مقتل 29 شخصاً على الأقل في اقليمي غانسو وسيتشوان القريبين من المنطقة التي شهدت انزلاقات في التربة بلغت حصيتها حتى الآن حوالى 1750 قتيلاً ومفقوداً. ولا تظهر مؤشرات على تحسن الأحوال الجوية السيئة، فيما اعلن مسؤولون ان عمليات الإغاثة مستمرة، لكن الأمطار الجديدة خلقت صعوبات على صعيد استخدام الطرق. وأكدت وزارة الصحة ان خطر انتشار الأمراض المعوية والتنفسية المعدية لا يزال يتزايد، «خصوصاً ان جهود تطهير المنطقة صعبة، كما ان جثث البشر والحيوانات المتحللة والمدفونة تحت جبال من الوحول والأنقاض في البلدة تزيد تفاقم الوضع». وتجلي السلطات السكان الأكثر تعرضاً للخطر في المنطقة وتنقل خياماً ومواد غذائية ومياهاً معدنية. وفي روسيا، باتت الحرائق تهدد مركز «ساروف» النووي الروسي في منطقة نيجني نوفغورود التي تبعد 500 كيلومتر شرق موسكو مع اشتداد حدة النيران، في حين طرأ تحسن طفيف على الوضع في العاصمة الروسية بعد هطول امطار غزيرة ليلاً. وأعلنت وزارة الحالات الطارئة ان حريقاً نشب قبل يومين في محمية طبيعية تحيط بالمركز النووي يتقدم وبات يشكل خطراً، من دون ان توضح المسافة التي تفصل بين الحريق والمنشآت النووية. وكانت السلطات اعلنت انها اخلت المركز من المواد المشعة والمتفجرات، قبل ان تقول ان «الخطر زال، وإنها اعادت المواد الى المركز الذي بات يعمل في شكل عادي». وهددت الحرائق ايضاً موقعين حساسين، هما: مركز مياك لإعادة معالجة النفايات النووية، ومركز سينجينسك للمواد الانشطارية اللذين يقعان في الأورال على بعد الفي كيلومتر شرق موسكو، لكن الوضع بات تحت السيطرة. وتوقعت السلطات اخماد حرائق اندلعت في مناطق ملوثة بالإشعاع اثر انفجار محطة تشرنوبيل الذرية شمال اوكرانيا عام 1986، فيما اخمدت نهائياً حرائق في 15 الف هكتار.