تماثلت طبيبة سعودية مقيمة تعمل في المستشفى الجامعي لطب الأسنان في بوسطن وأختها المبتعثة للشفاء من مرض انفلونزا الخنازير، وأخذت حالهما بالتحسن في شكل كبير. وكانت الطبيبة السعودية تعاملت عن قرب في الفترة المعدية مع 12 مريضاً و15 طبيباً مقيماً، ما أدى إلا إغلاق مستشفى طب الأسنان الجامعي في بوسطن لمدة أسبوع. ويتابع المستشفى وضع الأشخاص الذين تعاملت معهم للتأكد من عدم إصابتهم بالمرض، وتحسنت حال الطبيبة السعودية التي بدأت بالتماثل للشفاء. ولم تكن الطبيبة سافرت إلى المكسيك، كما أنها لم تختلط بأي شخص ظهرت عليه إشارات إصابته بانفلونزا الخنازير، ولا يزال سبب إصابتها بالمرض غير معروف. وتماثلت أيضاً للشفاء أخت الطبيبة وهي طالبة مبتعثة في الفصل الأخير من دراسة الماجستير، بعد اصابتها بالعدوى لاحتكاكها بها، لتكون بذلك أول حالة مصابة بانفلونزا الخنازير لمبتعثة سعودية. المبتعثة السعودية (تحتفظ «الحياة» باسمها) كشفت ل «الحياة» كيف علمت عن اصابتها بالمرض: «في الأول من أيار (مايو) شعرت بآلام في الحلق وارتفاع في درجة الحرارة ولم أكترث لذلك، إذ اعتقدت أنه التهاب طبيعي، وذهبت إلى محاضراتي في الحرم الجامعي في الثالث من مايو، وتلقيت اتصالاً من أختي الطبيبة التي أخبرتني بأن حالتها شخصت بانفلونزا الخنازير، وذلك بعد أن حلل المختبر في المستشفى حالتها لمدة ثلاثة أيام وتأكدوا من ذلك، ما جعلني أصاب بالذعر وأسارع بالاتصال بالطبيب، وأخبرته بأن الحمى وآلام الحلق زادت وهي مصحوبة بسعال وصعوبة في التنفس. فأخبرني الطبيب بأن عليّ الذهاب إلى قسم الطوارئ أو انتظار مندوب لأخذي إلى المستشفى». وأوضحت الطالبة الإجراءات التي خضعت لها: «ذهبت إلى المستشفى وطلبوا مني المبيت، خصوصاً أن حالتي ازدادت سوءاً بعد أن أصبت بجفاف شديد، وبقيت في المستشفى يوماً ونصف اليوم، وأدخلت إلى مختبر غريب ورأيت كل من حولي متدثرين بالأغطية والكمامات فشعرت بالذعر وكأنني في فيلم رعب مخيف، وخضعت لعدد كبير من التحاليل والاختبارات لا أتذكر منها إلا القليل». وأضافت: «بعد ثلاثة أيام هاتفني شخص من المستشفى ليخبرني بأنني قد أكون مصابة بمرض انفلونزا الخنازير بنسبة 90 في المئة، وأن عليّ البقاء في المنزل منعزلة عن غيري لأنني في الفترة المعدية، حتى لا يصاب آخرون بالمرض». وصادف أن جاءت إصابة الطالبة السعودية بالمرض مع مشروع تخرجها، وهو ما سيؤخر تخرجها لأشهر عدة. تقول الطالبة: «كان من المفترض أن تأتي والدتي من السعودية لحضور حفلة تخرجي، إلا أنني لن أتمكن من الاحتفال بالتخرج هذا العام لعدم قدرتي على شرح مشروع التخرج أمام اللجنة، لأنني مكثت في البيت في فترة انعزالية، لكن المستشفى أخطر الجهات المختصة في الولاية وفي الجامعة، وتفهمت الجامعة حالتي وأرسلوا لي باقة ورد وتمنيات بأن أتماثل للشفاء».