لندن، نيويورك، كوبنهاغن – رويترز، أ ف ب - حظرت هيئة معايير الاعلانات الرقابية في بريطانيا اعلاناً اذاعته الشرطة على محطة «توكسبورت» حض السكان على الابلاغ عن جيران تثير نشاطاتهم «شكوكاً»، بحجة انه قد يزعج اناساً أبرياء، ويؤدي الى اهانات خطرة. واوضحت الهيئة ان الاعلان الذي يروج للخط الساخن لمكافحة الارهاب يتحدث عن سلوكيات مشبوهة واخرى يمكن ان ينفذها اناس ملتزمون بالقانون، علماً ان الاعلان يفيد بأن «الرجل الذي يمكث في نهاية الشارع لا يجب ان يتحدث كثيراً الى جيرانه لأنه يعيش في حاله، وهو يدفع نقداً لأنه لا يملك بطاقة ائتمانية ويغلق ستائر نوافذه لأنه يسكن في منزل تمر امامه حافلة. قد لا يعني ذلك شيئاً، لكنها هذه الامور قد تثير شكوكك». واشتكى حوالى 18 مستمعاً من ان اعلان رابطة كبار ضباط الشرطة يمكن ان يشجع الناس على الابلاغ عن اناس ابرياء او التحرش بجيرانهم، في حين قالت شرطة العاصمة لندن بالنيابة عن رابطة كبار الضباط إن «السلوكيات الواردة في الاعلان استندت الى توجهات رصدتها الشرطة، وان ما قد يبدو احياناً افعالاً لا أهمية لها يمكن ان ترتبط بالإرهاب». وفي نيويورك، اعلن كيفن اورتيز الناطق باسم هيئة النقل ان 26 من اصل 6300 حافلة تجوب المدينة ستحمل قريباً اعلاناً مناهضاً لمشروع بناء مسجد ومركز ثقافي اسلامي قريب من موقع برجي مركز التجارة العالمي اللذين دمرته اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، وذلك ضمن حملة تمولها منظمة «اوقفوا اسلمة اميركا». وسيظهر الاعلان الذي يحمل عبارة «لماذا هنا؟» بدءاً من الاسبوع المقبل. وسيحمل الى جانب السؤال صورة لطائرة توشك الاصطدام بمركز التجارة العالمي المحاط بدخان تذكيراً باعتداءات 11 ايلول التي تبناها تنظيم «القاعدة» واسفرت عن مقتل حوالى ثلاثة الآف شخص. وقال اوريتز: «على رغم ان هيئة النقل لا تؤيد وجهات النظر التي يعبر عنها الاعلان، لكن الموافقة عليه جرت بعد مراجعة سياسة الهيئة في ما يتعلق بالاعلانات والاجراءات القضائية المرعية». وتكشف هذه الحملة حجم الجدل الذي اثاره مشروع بناء المسجد قرب مركز التجارة العالمي، علماً ان برلمانيين محافظين نددوا اول من امس بتمويل دافع الضرائب الاميركي من خلال رعاية وزارة الخارجية لسفر الإمام فيصل عبد الرؤوف الذي يقف وراء المشروع قريباً الى قطر والبحرين والامارات. ووصف النائبان الجمهوريان ايليانا روس ليتينن وبيتر كينغ الإمام بأنه «متطرف لأنه نسب مسؤولية اعتداءات 11 ايلول الى الولاياتالمتحدة». وتجاوز مشروع بناء المسجد عقبة مهمة مطلع الشهر الجاري لدى موافقة بلدية نيويورك على هدم مبنى في المكان المقرر البناء فيه، علماً ان انصار المشروع يرون ان «بيت قرطبة» الذي وافق المجلس البلدي على بنائه في ايار (مايو) الماضي سيساعد في تجاوز الافكار النمطية المسبقة التي ما زال المسلمون في المدينة يعانون منها منذ تلك الهجمات. اما المعارضون فيرون ان بناء المسجد يمثل اهانة لذكرى ضحايا الاعتداءات. وفي الدنمارك، شيدت صحيفة «يولاندز بوستن» التي نشرت عام 2005 رسوماً كاريكاتورية مسيئة للإسلام، سياجاً مرتفعاً، بارتفاع 2،5 متر يحتوي كاميرات مراقبة، حول مقرها في فيبي القريبة من ارهاوس (وسط غرب) لحمايته من اعتداءات ارهابية محتملة.