أثار الموقف الذي اعلنه رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الاميركي هوارد برمان تجميد مئة مليون دولار من المساعدات للجيش اللبناني على خلفية اشتباك بلدة العديسة الحدودية بين الجيش والقوات الاسرائيلية، مواقف مستغربة، خصوصاً ان الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي قال بعد ساعات على تصريح برمان ان الولاياتالمتحدة لا تنوي اعادة تقويم تعاونها العسكري مع لبنان في ضوء هذا الحادث، مضيفاً «ان برنامج التعاون العسكري الاميركي مع بيروت لا يزال في مصلحة واشنطن». وأضاف: «لدينا برامج تدريب مع لبنان. من الصعب القول ما اذا كان الاشخاص المتورطون مباشرة في الحادث استفادوا من برنامج للتدريب». وفي بيروت، التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي وفداً من موظفي الكونغرس برئاسة نائب السفيرة الاميركية لدى لبنان توم داوتن، وأعضاء من مكتب التعاون الدفاعي لدى السفارة، وتناول البحث الاوضاع العامة بحسب ما جاء في بيان صادر عن اليرزة. وكان رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين نعمت افرام نقل الى الرئيس اللبناني ميشال سليمان امس، باسم الصناعيين «تثميناً لمبادرته الرامية الى تسليح الجيش وتجهيزه»، لافتاً الى «أن الصناعة اللبنانية ستكون من أول المساهمين وهي تنتظر إقرار هذه الخطة والاعلان عن آلية التبرع». وانتقد مستشار الرئيس اللبناني ناظم الخوري في تصريح الى وكالة «فرانس برس» القرار الاميركي تجميد المساعدة العسكرية قائلاً: «من مصلحة من يدعي انه يريد الدفاع عن سيادة لبنان ان يكون هناك جيش قوي، كانوا يقولون انهم مع سيادة لبنان، ويتوجب عليهم ان يترجموا ذلك الى افعال». ورأى الخوري ان «قرار الولاياتالمتحدة حر، لكن لماذا يعاقب لبنان؟ هل لأنه استشهد له جنديان وصحافي؟ الحق والقانون الدوليان الى جانب لبنان الذي يدافع عن نفسه في وجه التعديات الاسرائيلية المستمرة منذ عقود، ولبنان دفع الكثير من الأثمان وطرح تسليحه بأسلحة دفاعية وليس هجومية»، مشدداً على ان «الوقت حان لتسليح الجيش بشكل فعال، واذا اتخذ لبنان هذا القرار فعلى الدول الصديقة مساعدته من اجل حماية نظامه السياسي وعيشه المشترك». واعتبر مستشار رئيس الحكومة للشؤون الخارجية محمد شطح ان تجميد المساعدة للجيش اللبناني «غير مبرر ويضعف الجهود المبذولة لبناء جيش البلاد». وأكد شطح ان «القوات المسلحة اللبنانية موثوقة واي صديق للبنان لا يجب ان يتخذ خطوات يمكن ان تؤذي الجهود لبناء الجيش اللبناني». وأكد عضو كتلة «البعث» النيابية قاسم هاشم «ضرورة تأمين كل التجهيزات للجيش اللبناني والبحث عن مصادر اخرى لدعمه وعدم البقاء اسرى السياسة الاميركية». ولاحظ في حديث الى وكالة «الأنباء المركزية» ان الكونغرس والادارة الاميركية يبحثان دوماً عن ذريعة لمنع تسليح الجيش»، مشدداً على اهمية عدم التقاعس عن تعزيز قدرات الجيش بعد حادثة العديسة. وانتقد مفتي صيدا والزهراني الشيخ محمد عسيران، في بيان «قرار الكونغرس تجميد المساعدات للجيش»، لافتاً الى ان «اللبنانيين ودولتهم سيسلحون الجيش وهم ليسوا في حاجة الى اميركا التي تقوي اسرائيل على حساب مصلحة لبنان». وقال «ان لبنان بلد ذو سيادة ودولة مستقلة وجيشه تابع لدولة وضروري ان تسلح جيشها تسليحاً يتناسب مع سيادة الوطن». وطالب «الدول الصديقة للبنان، بأن تعاون الدولة اللبنانية على تسليح الجيش». ودعا مجلس نقابة المحامين في بيروت السلطات اللبنانية الرسمية الى «الإسراع في اقرار خطة تسليح الجيش اللبناني إنفاذاً للبند الخاص المدرج في البيان الوزاري الذي على اساسه نالت حكومة الوحدة الوطنية ثقة المجلس النيابي، ووضع خطة شاملة لدعم صمود الجنوبيين الذين بتجذرهم في الارض يشكلون عامل استقرار للواقع الوطني بأسره، لا سيما بعد مبادرة اسرائيل الى تعبئة انصارها ومؤيديها في العالم بغية منع تزويد الجيش بالاسلحة الدفاعية». واستغرب في بيان له «المواقف وردود الفعل الصادرة عن بعض العواصم والمراجع الدولية التي راوحت بين اعتبار اطلاق الجيش اللبناني النار في العديسة غير مبرر وغير مجاز وبين تصوير ذلك بمثابة اعتداء على الجانب الاسرائيلي من الحدود، وفي الوقت الذي تجلت فيه حقيقة تمتع الضباط والعسكريين اللبنانيين المستبسلين في الدفاع عن الكرامة الوطنية بالثقافة الشاملة المستندة الى تأييد شعبي عارم وفي حين ان الحادث نال من سيادة الدولة اللبنانية على ارضها».