خرج مصطفى فهمي من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بعد مشوار حافل استمر سنوات طويلة، وكان الرجل حل محل والدة الراحل مراد فهمي كسكرتير عام للاتحاد الأفريقي، ونجح نجاحاً ساحقاً في شغل المنصب، واختلفت مع الرجل في آخر أيامه، ولكنني لم أختلف أبداً عليه ولا على كفاءته اللامحدودة في عمله، من هنا كان لزاماً على الجميع أن يتقدم له بخالص الشكر والتقدير على ما قدمه طوال فترة عمله في الاتحاد الأفريقي، خصوصاً أنه كان عاملاً مساعداً للكثير من المصريين في دخول لجان الاتحاد الأفريقي، فلم تعد هناك لجنة لم يكن بها تمثيل مصري، بل إنه ساعد الكثيرين في العمل كموظفين ومراقبين في الاتحاد، ناهيك عن دوره الفعال في عودة الأندية المصرية للبطولات الأفريقية، فضلاً عن معاونته للحكام المصريين للوصول لكأس العالم والبطولات الكبرى، وهو لم يكن مجاملاً لهم ولا للأندية المصرية، ولكن فقط كان يعاونهم في الحصول على حقوقهم التي كثيراً ما كانت تهدر وتضيع، ومصطفى فهمي على المستوى الشخصي إنسان شديد الأدب والتواضع يحترم عمله ونفسه، وقد تكون لديه بعض نقاط الضعف الإنسانية مثل أي شخص، وأهمها أبناؤه، خصوصاً أنه عانى في الفترة الأخيرة من كثرة ما وجه إلى أحدهم بأنه وراء ظاهرة التعصب في الملاعب، ولكن هذا شعور طبيعي لوالد تجاه ابنه، ولا يمكن لأحد أن يلومه عليه، على رغم اختلافنا معه في الفترة الأخيرة، أيضاً مصطفى فهمي رجل شديد الانتماء لمصر وللأهلي، وهي حقيقة لا يمكن لأحد إغفالها على الإطلاق، فهو قد عاون اتحاد الكرة المصري كثيراً، خصوصاً في الترشح لتنظيم البطولة الافريقية في عام 2006 أو بطولات العالم للشباب والناشئين، فقد كان للرجل دور بارز في إسناد هذه البطولات لمصر، كما أن أحداً لا ينسى الدور الكبير الذي قدمه في مساندة هاني أبو ريدة كمرشح للمكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي ومن بعده الاتحاد الدولي، انطلاقاً من علاقته الطيبة مع الرجل، وأيضاً مع ممثلي الاتحادات الافريقية، فصارت لمصر مكانتها على المستويين الأفريقي والدولي، فضلاً عن تدخله في كثير من الأوقات لرفع الظلم عن الأندية المصرية عموماً والأهلي خصوصاً في البطولات الأفريقية، وهو دور ملموس للغاية لكل من يعمل في الوسط الرياضي الكروي. وكنت وما زلت معترضاً على تخصيص مقر الاتحاد الأفريقي السابق بالكامل لسكرتير الاتحاد الأفريقي كاستراحة، خصوصاً أنها تقع في واحد من أجمل أماكن القاهرة، وقد كان من الممكن أن نتغاضى عن ذلك عندما كان يشغله مصري، وان كنت شخصياً لم أتغاضَ ولكن الآن سيقطن هذا المكان شخص آخر وهو أمر غير مقبول، خصوصاً انه من السهل إيجار مكان قريب من الاتحاد الافريقي في مدينة أكتوبر يخصص للسكرتير العام الجديد، وهي نقطة سبق وكتبت عنها أيام وجود مصطفى فهمي في الاتحاد الافريقي، وها أنا أعاود التنبيه عليها من جديد. عموماً دعونا نشكر الرجل على كل ما قدمه من جهد وعطاء للاتحاد الافريقي وللكرتين الافريقية والمصرية من خلال وجوده لسنوات طويلة في هذا المنصب، وندعو له ولأسرته بالنجاح في المنصب الجديد في الاتحاد الدولي، والذي أتوقع أن يشهد نجاحات كبيرة بتولي مصطفى فهمي قيادته، إذ إنه من المناصب المهمة جداً داخل الاتحاد الدولي، فهو سيكون مسؤولاً عن كل المسابقات التي ينظمها الاتحاد الدولي، بدءاً من كأس العالم للكبار، وصولاً إلى اقل المسابقات، وهو شرف كبير أن يتولى مصري هذا المنتصب، فبالتوفيق لمصطفى فهمي، وكل الأمنيات بأن تستمر نجاحاته مثلما كان في الاتحاد الافريقي لكرة القدم، ولا يفوتني أن أهنئ الأمة العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان، وكل عام وأنتم بخير. [email protected]