أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس بدء «العد التنازلي» لإطلاق «المرحلة الأخيرة» من الحملة العسكرية التي تهدف إلى استعادة مدينة سرت من تنظيم «داعش»، والتي أطلق عليها اسم عملية «البناء المرصوص» فيما نفذت الطائرات الأميركية عدداً من الطلعات الجوية في المنطقة. وقال مختار المعداني، رئيس المجلس المحلي لمدينة سرت، في اتصال مع «الحياة»، إن «المجلس أعد خطة عاجلة لإعادة الحياة إلى المدينة التي نكبت باحتلال التنظيم المتطرف منذ أكثر من عام، ما تسبب في إرغام 14 ألف عائلة تضم نحو 90 ألف مواطن، على النزوح خارج المدينة هرباً من الضغوط التي مارسها عليهم أعضاء التنظيم». وأعلنت القوات الحكومية في بيان أمس، «انطلاق العد التنازلي للمرحلة الأخيرة من العمليات العسكرية ضد فلول داعش»، مشيرة إلى «عقد اجتماعات مكثفة لقادة العملية استعداداً للمعارك الأخيرة والحاسمة لاجتثاث عصابة داعش من مدينة سرت». ونشر المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» على صفحته على موقع «فايسبوك» صورة تظهر مجموعة من الجنود يلتفون حول خريطة للمدينة الواقعة على بعد 450 كيلومتراً شرق طرابلس. وتحاول القوات الحكومية منذ الخميس الماضي الوصول إلى مجمع قاعات واغادوغو، المقر الرئيسي لتنظيم «داعش» في سرت، في إطار عمليتها العسكرية الهادفة إلى استعادة المدينة من التنظيم الذي يسيطر عليها منذ حزيران (يونيو) 2015. وتحظى القوات الحكومية بمساندة القوات الأميركية التي بدأت الإثنين شن غارات متواصلة مستهدفة مواقع التنظيم بطلب من حكومة الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي. وأعلنت القوات الحكومية أن الطائرات الأميركية شنت أول من أمس ست غارات أسفرت عن «تدمير موقع» لتنظيم «داعش» وقتل قناصة من عناصره وتدمير آلية مسلحة. ومنذ انطلاقها في 12 أيار (مايو)، قتل في عملية «البنيان المرصوص» أكثر من 300 من القوات الحكومية وأُصيب أكثر من 1800 بجروح. وقال المعداني ل «الحياة» إن «داعش» كان يصر على انتزاع مبايعة سكان مدينة سرت له وإجبارهم على «الانخراط في برامجه الدينية المغالية في التطرف». وأضاف أن «خطة المجلس المحلي لسرت سيتم البدء في تنفيذها فور اندحار آخر فلول داعش على يد قوات حكومة الوفاق الوطني التي أعلنت أمس بدء المرحلة الأخيرة من العملية العسكرية لتحرير سرت نهائياً من سيطرة تنظيم داعش».