واصلت القوات الليبية الموالية لحكومة الوفاق تقدمها في أحياء سرت أمس، في محاولة للسيطرة على آخر الجيوب الصغيرة التي لا يزال يتحصّن فيها مسلحو تنظيم «داعش» في المدينة. وصرح الناطق باسم عملية «البنيان المرصوص» التي شنتها حكومة الوفاق لاستعادة سرت من قبضة التنظيم الإرهابي، العميد محمد الغصري ل «الحياة»، بأن قواتهم «تمكنت من التقدم على جبهات القتال ضد داعش، حيث استولى مقاتلو البنيان على مبنى جوازات سرت إلى جانب مبنى الرادار في وسط المدينة»، مؤكداً أن «داعش في الرمق الأخير ولم يبق على هزيمته إلا ساعات اقتضاها تنفيذ تعليمات غرفة العمليات بالتريث في الاقتحام إلى حين التأكد من أنه سيكون من دون خسائر». وأجاب عن سبب إعلان خسائر القوات الحكومية من دون الإعلان عن خسائر داعش بالقول: «نحن نعرف عدد شهدائنا أما قتلى داعش فكان التنظيم يتولى سحب جثثهم وانتشال الجرحى قبل أن تتركز هجماتنا، ما جعل مَن لم يُقتل يفرّ مخلفاً وراءه قتلى بالعشرات» . وصرح الغصري بأن «قوات البنيان المرصوص استولت على الحي رقم 1 والحي 2 ولم يبق إلا الحي الوحيد الذي يضم بعض الدواعش المصابين بهستيريا تقودهم إلى تنفيذ أعمال انتحارية». في السياق ذاته، أعلن المركز الإعلامي لعملية «البنيان المرصوص» أمس، أن «داعش» نفذ أول من أمس 9 هجمات انتحارية بسيارات مفخخة ودراجات نارية وأحزمة ناسفة في محاولة منه للحؤول دون خسارته الحي رقم 2 في المدينة الساحلية، وهو ما لم يتحقق له في النهاية. وأسفرت معارك الثلثاء عن سقوط 9 قتلى و82 جريحاً في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق. وذكر المركز الإعلامي أنه خلال معارك أول من أمس، لجأ التنظيم الى سلاح الانتحاريين بكثرة، إذ ارسل «5 سيارات مفخخة، ودراجة نارية مفخخة، و3 انتحاريين بأحزمة ناسفة». وصرح العميد محمد الغصري بأن الإسناد الجوي الأميركي أدى إلى تقليل الخسائر البشرية في صفوف القوات الموالية للحكومة. وقال: «قبل التدخل الأميركي كان الهجوم يكلفنا ما بين 35 و40 شهيداً، أما الآن فأصبحت خسائرنا أقل بكثير، واليوم (الأربعاء) تحديداً سقط لنا في المعركة 3 شهداء فقط». وكانت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) أعلنت أمس، أن مقاتلاتها نفذت 48 غارة على سرت منذ بدء تدخلها ضد المتشددين في المدينة الساحلية في مطلع آب (أغسطس) الجاري. على صعيد آخر، صرح الناطق باسم الجيش الليبي الذي يقوده الفريق أول خليفة حفتر، علي الحاسي، بأن قواتهم متمركزة في منطقة الشُرّف على تخوم منطقة الزويتينة، مؤكداً أنه لم تجر أي مفاوضات أو اتصالات معهم، ومضيفاً أن حرس المنشآت النفطية مستمر في استعداداته لحماية الموانئ والمنشآت من أي هجمات.