لندن، الخرطوم - أ ف ب، رويترز - أكدت إدارة الخدمة الدولية في إذاعة «بي بي سي» البريطانية أمس أن السلطات السودانية علقت خدمتها الإذاعية باللغة العربية على الموجة اف ام في أربع مدن من شمال السودان. وقالت في بيان إنها «تبلغت قرار الحكومة السودانية تعليق خدمات بي بي سي بالعربية اعتباراً من الإثنين (أمس) في مدن الخرطوم وبورت سودان وواد مدني والأبيض». وأضاف البيان أن «بي بي سي أجرت وما زالت تجري مناقشات مع الحكومة السودانية من أجل مواصلة البث على موجة اف ام إذا كان ذلك ممكناً». وأعرب مسؤول «بي بي سي» في أفريقيا جيري تيمينز عن أمله ب «التمكن في وقت ما من مواصلة البث»، معرباً عن «خيبة أمل كبيرة». وما زالت خدمة «بي بي سي» بالعربية متوافرة في شمال السودان عبر موقعها من الإنترنت. ويبلغ عدد المستمعين إلى «بي بي سي» في السودان أربعة ملايين شخص. ولم توضح الشبكة سبب هذا التعليق. وأعلنت وزارة الإعلام السودانية في بيان أن «التعليق ليست له علاقة بالأخبار التي تبثها بي بي سي من السودان». وتأخذ السلطات السودانية على الإذاعة الشهيرة أنها أدخلت بطريقة غير قانونية إلى البلاد تجهيزات تقنية عبر الحقيبة الديبلوماسية البريطانية، كما أخذت الخرطوم على «بي بي سي» أنها قامت بنشاطات تدريب من دون التوصل إلى «اتفاق نهائي» مع الوزارة، كما أخذت عليها بثها انطلاقاً من جوبا، عاصمة جنوب السودان من دون موافقة الحكومة المركزية في الخرطوم. إلى ذلك، قال صحافيون أمس إن السودان أوقف الرقابة المباشرة على الصحف اليومية، لكن لا يعتقد كثيرون أن هذه تمثل خطوة حقيقية باتجاه حرية التعبير التي يكفلها الدستور. وقال صحافي معارض إن «الرقابة المباشرة التي تفرضها أجهزة أمن الدولة مجرد أسلوب من أساليب عدة لتقييد حرية التعبير». وأضاف أن «الدولة لديها من القوانين لمعاقبة الصحافيين أكثر مما لديها لمعاقبة اللصوص». وفي ظل الرقابة المباشرة، كان أفراد من جهاز الأمن والاستخبارات يتفقدون مكاتب الصحف قبل النشر ويحذفون مقالات يعتبرونها غير ملائمة. وتم إبلاغ الصحف بأن هذه الزيارات لن تحدث. ويقول الصحافيون إن الجهاز كان يركز على التقارير غير المنسوبة إلى الحكومة عن الصراع الدائر في دارفور وعلى الاستفتاء على الانفصال في جنوب السودان وعلى المحكمة الجنائية الدولية التي أصدرت أمراً باعتقال الرئيس عمر البشير. وفي جوبا، أعلن مسؤول صحي حكومي أمس أن مرض الحمى السوداء الفتاك أودى بحياة 31 شخصاً منذ حزيران (يونيو) الماضي وأصاب 118 شخصاً آخرين في جنوب السودان، فيما تعوق الاشتباكات القبلية والأمطار الغزيرة العلاج.