منذ إقصاء المنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم 2010 والمسؤولون حائرون في مصير المدرب البرتغالي خوسيه بيسيرو، منهم من يطالب بإلغاء عقده ومنهم من يرى الابقاء عليه على غرار الاتحادات الاوروبية الصابرة التي تمارس أقصى درجات ضبط النفس مع المدربين. وأخيراً، استقر رأي الاتحاد السعودي على منح بيسيرو الثقة في قيادة المنتخب في كأس الأمم الآسيوية التي ستقام في الدوحة بعد نحو ستة أشهر، ويبقى أن هناك تردداً في اتخاذ قرار الابقاء على بيسيرو، خصوصاً أنه مرتبط بعقد مع الاتحاد السعودي ومن المفترض أن يكون الحديث عن إكمال العقد أو فسخه، لا أن يكون عن مباراة أو بطولة معينة. لا نعلم كثيراً عن خلفيات هذا القرار غير أن بيسيرو ليس من المدربين الذين يمكن منحهم سنوات للعمل والصبر عليهم وعلى نتائجهم، على اعتبار ان سلبيات هذا المدرب تفوق ايجابياته ومن الصعب أن يقلب المعادلة ويصبح المدرب المناسب للمنتخب السعودي، وسابقاً طالب بعض اعضاء اتحاد الكرة بالابقاء على المدرب البرازيلي باكيتا لسنوات ومنحه حرية التصرف والصبر على نتائج المنتخب، غير أن ماحدث لم يكن منطقياً، لأن باكيتا لم يكن يمتلك الكثير من الايجابيات ولم يكن من المدربين الذين يستحقون البقاء لسنوات، خصوصاً أن عيوب المنتخب السعودي لم تعالج مع هذا المدرب بل وزادت مع مرور الوقت، ومع الأسف كان هوليو انغوس المدرب الوحيد في السنوات الأخيرة الذي كان يستحق البقاء طويلاً والحصول على الفرصة كاملة، على اعتبار أن له من الايجابيات ما يفوق سلبياته ولديه من الأدوات ما يجعله قادراً على تطوير أداء المنتخب. وعندما نطالب بالصبر على المدرب ومنحه عقداً طويلاً يجب أولاً أن نختار مدرباً يمتلك القدرة على البناء والتطوير ومعالجة نقاط الضعف الموجود، ومن غير المنطقي أن نأتي بمدرب يكرر الأخطاء نفسها في كل مباراة من دون رؤية واضحة أو منهجية، ومع احترامي لقرار الاتحاد السعودي بالابقاء على بيسيرو، إلا أن هذا البرتغالي ليس بمستوى طموحات المنتخب، وكان من الأجدى البحث عن مدرب بديل وفق سياسة التطوير الجديدة، خصوصاً أن الوقت كاف للبحث عن مدرب ومنحه فرصة تجهيز الفريق للمشاركة في كأس الأمم الآسيوية. [email protected]