يواجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحديات سياسية وأمنية صعبة، بعد سحب البرلمان الثقة من وزير الدفاع خالد العبيدي، بالتزامن مع قرب اقتحام الموصل. وعلمت «الحياة» من مصادر مطلعة، أن هناك أسماء أربعة أشخاص يتم تداولها لخلافة العبيدي هم: محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي، وحظوظه ضعيفة بسبب رفضه من قوى شيعية. والنائب عن محافظة ديالى صلاح الجبوري، والنائب أحمد الجبوري، من محافظة الموصل، بالإضافة الى جاسم العطية، وهو وكيل في وزارة الهجرة. وأكدت المصادر أن بورصة الأسماء مرشحة للتصاعد خلال الأيام المقبلة، وقد يصاحبها صراع سني- سني، خصوصاً أن ائتلاف «متحدون» التي ينتمي إليها وزير الدفاع المقال، متمسك بما يعتبره حصته في الحكومة. وأعلن الائتلاف الذي يتزعمه أسامة النجيفي، أن سحب الثقة من العبيدي «اعتداء صارخ على المؤسسة العسكرية وضربة للجهود المبذولة من أجل تحرير الموصل، خصوصاً أن وزير الدفاع من سكان المدينة، واكتسب شعبية لافتة في الأوساط الشعبية والعسكرية خلال عامين من تسلمه المنصب». وكان العبيدي اتهم خلال جلسة استجوابه في البرلمان، مطلع الشهر الجاري، رئيس البرلمان سليم الجبوري ونائبين بمحاولة ابتزازه للحصول على عقود مالية في وزارة الدفاع، على رغم أن الرجلين ينتميان الى الائتلاف النيابي المعروف باسم «تحالف القوى الوطنية» الذي يجمع القوى السنية في البرلمان. وسيتحمل العبادي تبعات الخلافات السنية- السنية وصعوبة اختيار وزير دفاع جديد هو من حصة «التحالف». من جهة أخرى، رأى «ائتلاف متحدون» سحب الثقة من العبيدي «رسالة سيئة ضربت الأمل في دحر الفساد والفاسدين، خصوصاً أن عملية استجوابه تفتقد شرطها القانوني، بدليل وجود دعاوى بين المستجوِب والمستجوَب معروضة أمام القضاء». وأشاد الائتلاف بما «قدمه العبيدي لوزارة الدفاع وانعكس إيجاباً على أداء المقاتلين في جبهات القتال». ولفت إلى أن «جلسة البرلمان التي شهدت عملية سحب الثقة لم تكن قانونية فليس من سند قانوني يوجب سرية التصويت». وأكد أنه سيتخذ كل الإجراءات للطعن بجلسة سحب الثقة والمقدمات التي قادت إليها، وأضاف أن هناك «معسكرين، أحدهما مع الدولة والقانون، ويتطلع إلى الانتصار للشعب والمبادئ، ومعسكراً آخر يحاول إبقاء حالة التشرذم والانقسام وضرب أي صوت شريف يحاول كشف فساده». وبعد ساعات على إقالته، قال وزير الدفاع في بيان «فليعذرني الشعب والجيش حاولت أن أحارب الفساد بالممكنات، لكن يبدو أن أربابه أقوى وصوتهم أعلى وفعلهم أمضى، وعلى رغم ذلك سأبقى جندياً من جنود العراق الساعين إلى محاربة الفساد والمفسدين».