طلب رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج مساعدات عسكرية «معززة» من الولاياتالمتحدة التي تشن غارات جوية على سرت دعماً للقوات الحكومية ضد تنظيم «داعش»، وفق ما أعلنت القيادة العسكرية الأميركية لأفريقيا (أفريكوم) أول من أمس. وعبّر السراج في زيارة قام بها الأربعاء الماضي، إلى المقر العام لقيادة «أفريكوم» في شتوتغارت جنوب غرب ألمانيا، «عن رغبة» حكومته في مساهمة الولاياتالمتحدة «في تعزيز القدرات العسكرية» الليبية، وخصوصاً تدريب عسكريين و «مشاركة المعلومات»، وفق بيان «أفريكوم». كما كرر المبعوث الأميركي إلى ليبيا جوناثان واينر وقائد القوات الأميركية في أفريقيا الجنرال توماس والدهاوزر، تأكيد «دعم جهود حكومة الوفاق الوطني» لطرد المتشددين من سرت مع دعم الغارات الجوية الأميركية منذ الأول من آب (أغسطس). وأضاف بيان «أفريكوم» أن المسؤولين الثلاثة «تبادلوا الأفكار بشأن الخيارات الاستراتيجية لمستقبل ليبيا بعد تحرير سرت» من دون تحديدها. في سياق متصل، قال عمر الأسود وهو أحد عضوين يقاطعان قيادة حكومة الوفاق إنه سيستأنف عمله ليساعد على الأرجح في التغلب على المقاومة التي تواجهها الحكومة وحشد الدعم لفريق من الوزراء. ويبذل المجلس الرئاسي المؤلف من 9 أعضاء جهوداً مضنية للتغلب على الانقسامات الجغرافية وصراعات الفصائل، مع سعيه لقيادة البلاد خلال مرحلة انتقال سياسي. ووصل المجلس الذي خرج من رحم اتفاق الصخيرات في المغرب، الذي توسطت فيه الأممالمتحدة ووقِّع في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، إلى طرابلس بعد توقيع الاتفاق ب3 أشهر، حيث تحرك تدريجياً لتعيين وزراء لكنه فشل في الحصول على دعم أصحاب النفوذ في الشرق. ويرتبط أحد الأعضاء الذين يقاطعون المجلس وهو علي القطراني بشكل وثيق بالفصائل المتمركزة في شرق البلاد بينما ينتمي الآخر وهو عمر الأسود الذي أعلن تعليق مقاطعته أول من أمس، إلى بلدة الزنتان الواقعة في غرب البلاد والمنضمة إلى تحالف فضفاض يشبه تحالف المجموعات المسلحة الموجود في الشرق. ويأتي قرار الأسود باستئناف مشاركته في المجلس بعد 3 أيام من تصويت أعضاء البرلمان المتمركز في الشرق للمرة الثانية بسحب الثقة من حكومة الوفاق. ورداً على التصويت، قال المجلس الرئاسي إنه سيعيد تقديم قائمة حكومية رغم أنه لم يتضح إلى أي مدى سيسعى لتعديل هذه التشكيلة الوزارية. وقال الأسود في مؤتمر صحافي في تونس إنه مستعد للانضمام والمشاركة في تشكيل الحكومة الجديدة بروح تسوية إيجابية وبناءة. وأضاف أنه سيسافر إلى طرابلس في أقرب وقت ممكن. واشتكى الأسود من أن التشكيلات الوزارية التي عينها المجلس الرئاسي في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) كانت كبيرة للغاية وإن الوزراء اختيروا وفقاً للولاءات السياسية وليس الخبرة أو الكفاءة. ودعا الأسود زملاءه في المجلس الرئاسي إلى «تلافي الأخطاء التي وقعت أثناء تشكيل الحكومتين السابقتين» حتى يتسنى الفوز بثقة البرلمان. كما دعا إلى أن تمثل المناصب الوزارية كل البلدات والمدن الليبية بالتساوي.