وصل رئيس حكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأممالمتحدة فايز السراج، إلى طرابلس أمس، يرافقه عدد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي للسراج، ومسؤول عسكري في القاعدة البحرية الرئيسية في العاصمة. وقال المسؤول العسكري: «وصل إلى القاعدة البحرية اليوم السيد السراج برفقة عدد من أعضاء المجلس الرئاسي، وتناولوا هنا طعام الغداء، وعقدوا اجتماعاً مع ضباط في القاعدة». وكتب من جهته المكتب الإعلامي للسراج على صفحته في موقع «فيسبوك»: «وصول رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي إلى مدينة طرابلس بحمد الله وسلامته». وولدت حكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق سلام، وقَّعه برلمانيون ليبيون في ديسمبر برعاية الأممالمتحدة، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، وهو مجلس منبثق عن الاتفاق ذاته، ويضم 9 أعضاء، يمثلون مناطق ليبية مختلفة. ويترأس السراج المجلس الرئاسي أيضاً إلى جانب رئاسته حكومة الوفاق. وتحظى حكومة الوفاق بدعم الأممالمتحدة، ودول كبرى لاسيما في الاتحاد الأوروبي، إلا أنها تواجه بالرفض من قِبل السلطتين المتنازعتين على الحكم في ليبيا، اللتين تطعنان في شرعيتها. وحاولت الحكومة في طرابلس، التي تدير العاصمة منذ أكثر من عام ونصف العام بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمَّى «فجر ليبيا» منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية أكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق في مطارها. ويخشى سكان في العاصمة أن يؤدي دخول الحكومة إلى طرابلس رغم معارضة سلطاتها لها إلى اشتباكات بين الجماعات المسلحة الموالية للسلطات التي تدير المدينة، والجماعات التي قد تنحاز إلى حماية حكومة الوفاق. ورغم ذلك، قال أحمد معيتيق، وهو نائب رئيس المجلس الرئاسي على صفحته في «فيسبوك»: «اليوم، ومن طرابلس عاصمة كل الليبيين، سنباشر أعمالنا». ومنذ 2014 يتنافس في ليبيا برلمانان لكل منهما حكومة تمثله، وتحالفات فضفاضة لكتائب مسلحة تدعمه. وصعدت فصائل مسلحة بالحكومة الموجودة في طرابلس إلى السلطة بعد انتصارها في معركة للسيطرة على العاصمة في 2014. وشهدت طرابلس، وفيها كثير من الفصائل المسلحة، اشتباكات متقطعة خلال الأيام القليلة الماضية، ودوَّت في المدينة أصوات انفجارات في ساعة مبكرة أمس تلاها صوت إطلاق نار.