تسببت موجة عاتية من العواصف اجتاحت مدينة عرعر أول من أمس في تغيير مسار رحلة قادمة من الرياض، وهبوطها في مطار تبوك، وسقوط الأعمدة الكهربائية واللوحات الدعائية، وتعطل إشارات المرور في الشوارع. وتلا الموجة، أمطار غزيرة، ما أدى إلى حالات احتجاز، ووقوع حادثة مرورية على طريق جديدة عرعر، توفي فيها طفلان ووالدتهما، في حين أصيب والدهما، ونقل على إثرها إلى المستشفى. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة الحدود الشمالية الملازم أول عبدالرحمن الأحمري أن غرفة العمليات تلقت 200 بلاغ عن حالات احتجاز في بعض الأودية نتيجة سقوط الأمطار الغزيرة، إذ تم إخراج الحالات المحتجزين من الفرق المباشرة في الميدان، مطالباً الجميع بالابتعاد عن أماكن جريان السيول والأمطار. من جانبه، أكد المتحدث الرسمي في مديرية الشؤون الصحية في الحدود الشمالية خالد حجي ل «الحياة» أن جميع مستشفيات عرعر أعلنت حالة التأهب القصوى لتقديم الإسعافات لجميع مرضى الربو وحساسية صدر، مشيراً إلى أن معظم الحالات التي استقبلت عقب الموجة الهوائية المحملة بالأتربة التي اجتاحت المدينة بسيطة. وفي القصيم باشرت فرق الإطفاء والإنقاذ التابعة للدفاع المدني في منطقة القصيم العديد من الحوادث التي وقعت نتيجة هبوب العواصف والأمطار التي ضربت المنطقة أول من أمس. وذكر الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة القصيم الرائد إبراهيم أبا الخيل أن فرق الدفاع المدني باشرت 28 حادثة بسبب هطول الأمطار المصحوبة برياح شديدة، لافتاً إلى أنه تم إخلاء وإيواء 6 عائلات مجموع أفرادها 63 شخصاً، لتضرر مساكنهم بسبب الأمطار بالتنسيق مع فرع وزارة المالية. وأضاف أنه تم التعامل مع 5 حوادث احتجاز سيارات في مواقع مختلفة، و9 حالات لتسرب مياه الأمطار في منازل، ومباشرة 12 حادثة ما بين سقوط لوحات دعائية وأشجار ونخيل ومضلات وأجزاء من جدران بعض المنازل، ونتج عنها إصابة عامل واحد، وتضرر 10 سيارات، وتسجيل نفوق 4 رؤوس من الإبل والغنم. وأكد أنه لم تسجل أي حالات وفاة، وتعاملت فرق الدفاع المدني مع تلك الحوادث وفق الآلية المطلوبة، ونفذت الجانب الوقائي وأزالت الخطورة المتوقعة لبعض الحالات، منوهاً بأهمية متابعة التغيرات الجوية، واتباع إرشادات الجهات المختصة، وعدم المجازفة أو المخاطرة بالأرواح والممتلكات. وفي محافظة القريات، استطاعت فرق الدفاع المدني في مركز طبرجل (130 كم شرق المحافظة) من إنقاذ ثلاثة مواطنين من الغرق أثناء عبورهم (شعيب الاعيلي) احد الشعاب المجاورة لمركز طبرجل. وأوضح الناطق الإعلامي في مدني الجوف النقيب عطاالله بن قاران الرويلي ل«الحياة» أن غرفة العمليات في مركز الدفاع المدني بمركز طبرجل تلقت صباح أمس، نداء استغاثة من مواطن داهمه السيل أثناء محاولته عبور شعيب الأعيلي برفقته اثنان من زملائه، ما أدى إلى انقلاب مركبتهم من نوع جيب تويوتا، وانغمارها بالمياه المتدفقة. وأضاف أن فرقة الإنقاذ المائي تمكنت من إنقاذ الأشخاص قبل أن تنجرف مركبتهم بسبب قوة اندفاع المياه بالشعيب، «وتم نقلهم إلى موقع آمن دون أن يصاب أحدهم». وفي ذات السياق وجّه أمير منطقة الجوف الأمير فهد بن بدر الجهات المختصة، بسرعة تشكيل لجنة مختصة لحصر خسائر المتضررين من موجة العواصف والأمطار التي اجتاحت المنطقة يومي الأربعاء والخميس الماضيين. وأوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة الجوف النقيب عطاالله الرويلي، أن الأمير فهد بن بدر وجه بعقد اجتماع للجنة الدفاع المدني المحلية، بحضور الجهات المعنية، لتنفيذ خطة الطوارئ المعدة مسبقاً لمثل هذه المواقف لاتخاذ التدابير اللازمة. وأضاف أن فرق الدفاع المدني كافة، رفعت درجة التأهب للتعامل مع هذه المهمة، وفقاً للخطط التي تم إعدادها مسبقاً، مؤكداً أنه لم تسجل حالات إصابات أو وفيات بفعل العواصف والسيول. وكانت «الحياة» نشرت في عددها أمس، مناشدة عدد من المزارعين في مدينة سكاكا الجهات المختصة، من أجل التدخل لصرف تعويضات عن الخسائر، التي تكبدوها جراء تضرر مزارعهم، بسبب العواصف التي اجتاحت مدينة سكاكا وضواحيها. يذكر أن الأمير فهد بن بدر قام فور انتهاء موجة العواصف والأمطار في مدينة سكاكا، بجولتين تفقديتين على مرافق المدينة التي تضررت فيها بعض الشوارع والمحال التجارية جراء العواصف والأمطار، وعقد بعدها اجتماعاً مع عدد من مديري الأجهزة الحكومية ذات العلاقة.