عرض رئيس جبهة التغيير الجزائرية الإسلامية عبد المجيد مناصرة تشكيل تحالف جديد بين الأحزاب الإسلامية يقوم بين «ورثة الشيخ نحناح» مؤسس «حركة مجتمع السلم». ويعني مطلب هذا القيادي فك ارتباط التحالف القائم تحت مظلة تجمّع «الجزائر الخضراء». ووجّه مناصرة دعوة إلى مَن سماهم ب»ورثة الشيخ نحناح» لتجاوز خلافاتهم وتشكيل تحالف انتخابي جديد. ويعني ذلك أن مناصرة يدعو إلى تحالف يضم «حركة مجتمع السلم» و»حركة البناء» إضافة إلى حزبه «جبهة التغيير». ويُذكر أن الحزبين الأخيرين انشقا عن «حركة مجتمع السلم» قبل 4 سنوات فقط. كما أن هذه الدعوة تعني إقصاء حزبين إسلاميين آخرين من التحالف الجديد، على أساس أنهما ليسا من «ورثة نحناح»، وهما «حركة النهضة» و»حركة الإصلاح الوطني» اللتان تشاركان حركة مجتمع السلم في «تجمع الجزائر الخضراء» وهو تحالف انتخابي داخل البرلمان. وفي حال نجحت دعوة مناصرة، فإن حزباً «إخوانياً» سيشكّل الجسم الثالث في تكتل يقوده مصطفى بلمهدي رفيق نحناح، الذي يُنظَر إليه كمرجع ل «الإخوان المسلمين» في الجزائر، وهو «حركة البناء الوطني». ويتناقل قياديون في الحزب الإسلامي الذي أسسه عبد المجيد مناصرة، رغبة الأخير في الانضمام إلى تحالف «حركة البناء الوطني»، خصوصاً أن «جبهة التغيير» لم تحقق نتائج كبيرة في الانتخابات الاشتراعية الماضية، ما جعل رئيسها وهو وزير صناعة سابق، يفكر في «تحالف» مع ثاني أهم شخصية عايشت محفوظ نحناح إلى جانب محمد بوسليماني. وتعيش «حركة مجتمع السلم» مخاضاً داخلياً هذه الأيام، بسبب الصراع بين خيار البقاء في المعارضة أو المشاركة، بعد سنوات من الوجود في الحكومة، في تحالف رئاسي يقول مراقبون أنه «أكل من رصيدها». وكانت «حركة مجتمع السلم» دخلت الحكومة بوزيرين كأول تجربة لدخول إسلاميين جزائريين إلى الجهاز التنفيذي للدولة في العام 1996 في فترة حكم الرئيس السابق ليامين زروال. وبعد الانتخابات الاشتراعية التي فاز بها «التجمع الوطني الديموقراطي» بعدها بسنة، رفعت الرئاسة عدد وزراء الحركة إلى 7. وتهاجم تيارات إسلامية منذ ذلك التاريخ خيارات «حركة مجتمع السلم»، التي تعايشت مع تيارات علمانية في الحكومة وخارجها، وتعتقد الحركة أنها «قلصت مخاطر المرحلة الانتقالية» بعد تجربة أليمة من العنف في فترة التسعينات تُنسب مسبباتها من قبل السلطة إلى «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المنحلة.