أعلنت اللجنة الوطنية العليا للاسعاف والطوارئ حالة الطوارئ في أقسام مستشفيات قطاع غزة بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي في ظل تفاقم أزمة الكهرباء، على رغم توريد نحو 200 الف ليتر من الديزل الصناعي اللازم لتشغيل محطة توليد الطاقة. وحذر المدير العام للاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة في القطاع الدكتور معاوية حسنين من «وقوع كارثة انسانية وتدهور الكثير من الخدمات الصحية، وتحديداً في مستشفيات الأطفال وأقسام الولادة وغسيل الكلى والعناية المركزة (الحضّانات) نتيجة توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع». وقال في تصريحات إذاعية أمس إنه «على رغم أن القطاع الصحي يعتمد على المولدات الكهربائية، الا أنها تحتاج الى صيانة دائمة». واعتبر أن «أي انقطاع في عمل هذه المولدات، ولو مدة خمس دقائق، قد يؤدي الى عشرات الوفيات من الأطفال والمرضى المزمنين، ومن هم في حال صحية خطرة في غرف العمليات». وأشار الى أن مستشفيات القطاع «بدأت تستقبل عشرات المرضى الذين يعيشون على الأوكسجين والأجهزة الطبية بسبب توقف عمل هذه الأجهزة في منازلهم اثر الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي». وكشف حسنين عن «وفاة 142 مواطناً في حوادث المولدات الكهربائية، وأن المؤشرات تشير الى ارتفاع عدد الحوادث في المنازل، اذ بلغ عدد الحرائق التي تم اخمادها خلال الاسبوع الماضي 38 حادثاً في محافظات غزة، وهو مؤشر قابل للارتفاع، في حين بلغ عدد حالات الحروق 450 حالة، و58 حالة تشوه واعاقات مختلفة». من جهته، وصف وزير الصحة في الحكومة المقالة الدكتور باسم نعيم أزمة الكهرباء بأنها «مفتعلة»، وقال إن «هناك قرارات سياسية من جهات معروفة توجهاتها الحزبية (في اشارة الى «فتح») تمارس ضغوطاً على أهالي قطاع غزة وتستغل معاناتهم كي يرفعوا الراية البيضاء ولانتزاع أثمان سياسية من الحكومة» المقالة التي تقودها «حماس» في القطاع. وأضاف أثناء افتتاحه مستشفى الأطفال والولادة في مدينة دير البلح وسط القطاع أمس أن الحكومة المقالة «تعمل جاهدة على حل مشكلة الكهرباء بعيداً من المناكفات السياسية، وبما يصب في صالح المواطن، ويضمن استمرار وصول الكهرباء لكل أبناء الشعب الفلسطيني». وناشد المؤسسات والمنظمات المحلية والدولية «التدخل الفوري لإدخال الوقود الى المستشفيات حفاظاً على أرواح مئات المرضى الراقدين على الأسرة»، محذراً من «كارثة إنسانية كبيرة قد تقع بين عشية وضحاها». من جانبه، دعا مركز «الميزان» لحقوق الإنسان حكومتي غزةورام الله الى إيجاد «حل فوري» لمشكلة كهرباء غزة التي بدأت تتفاقم مجدداً خلال اليومين الماضيين، وقال في بيان أمس إن «مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن غزة وسط طقس شديد الحرارة، فاقمت من معاناة سكان قطاع غزة». واستهجن المركز «استمرار سوء الخدمة في الوقت الذي تشير فيه مصادر محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة بأن مولداتها الأربعة جاهزة للعمل» ما يعني قدرتها على توليد أكثر من 100 ميغا وات في حال توافرت كمية الوقود الكافية. واعتبر «تقليص عدد ساعات وصول التيار الكهربائي الى المواطن من ثماني ساعات في اليوم إلى ست ساعات، مصدراً جدياً لزيادة معاناة المواطنين يلقي بظلال سلبية على أوضاعهم الصحية وصحة البيئة». وكانت محطة توليد الكهرباء توقفت عن العمل تماماً أول من أمس بسبب نفاد مخزونها من الوقود، في وقت لم تموّل الحكومة في رام الله أثمان الكميات اللازمة من الوقود لتشغيلها. وقالت شركة توزيع الكهرباء في القطاع إن نسبة العجز الموجود في إمدادات التيار الكهربائي ارتفعت إلى 60 في المئة. ويحتاج القطاع الى 300 ميغا وات، في حين أن المتوافر يصل الى 137 ميغا وات فقط، 100 من اسرائيل و17 من مصر تغذي مدينة رفح فقط، وكانت المحطة تنتج قبل التوقف 30 ميغا وات.