تعرضت جهات حكومية وتجارية عدة لخداع طبيب سعودي، بدءاً من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، ومروراً بالبنك السعودي للتسليف والادخار، وجامعة الملك سعود، وليس انتهاءً بمركز عيادات معروفة في الرياض (تحتفظ «الحياة» باسمه)، إذ تحايل على هيئة التخصصات الصحية واستطاع الحصول على «تصنيف وتسجيل مهني» بناءً على شهادة دكتوراه «غير معتمدة»، غير أن الهيئة اكتشفت ذلك «الخطأ» لاحقاً لتقوم بسحب قرار التصنيف وبطاقة التسجيل، التي خولته لاستحقاق أمور عدة، منها ممارسة العمل في المجال الطبي والحصول على التراخيص الطبية اللازمة، إذ كان يعمل بصفته مديراً طبياً لمجمع عيادات طبية. كما استطاع الطبيب المزيف (تحتفظ «الحياة» باسمه، وبكامل أوراق قضيته)، الحصول على قرض من البنك السعودي للتسليف والادخار، بقيمة أربعة ملايين ريال، بعد أن أوهم البنك بأنه يمتلك مركزاً طبياً من دون وجود شركاء آخرين له، فيما علمت «الحياة» أن الشركاء في المركز المتضرر من ذلك الإجراء بصدد رفع دعوى قضائية ضد بنك التسليف والادخار لدى ديوان المظالم يطالبون فيها بتعويضات تصل إلى عشرين مليون نتيجة «رهن المركز الذي يعود ملكيته أصلاً للشركاء وللشركة، وليس للطبيب»، خصوصاً أن هناك اتفاقاً بين الشركاء تمنع التقدم لأي بنك للحصول على أي قرض باسم الشركة. وكان بنكاً سعودياً قد ردّ طلباً للطبيب عندما تقدم للحصول على تسهيلات بنكية بملغ 200 مليون ريال، غير أن البنك رفض ذلك بعد شكوك البنك في سلوكياته واحتياله، وأنه مطلوب في قضايا عدة. الطبيب لم يحاول التخفي عن الأنظار بعد ممارساته تلك، بل بات يظهر في وسائل إعلامية مرئية ومطبوعة وإلكترونية، مضللاً الجميع بأنه «استشاري أمراض جلدية»، وهو ما زاد من شهرته، ورفع من معدل المراجعين لعياداته، خصوصاً من النساء، غير أن شركاءه انقلبوا عليه بعدما علموا أنه أوهمهم بأنه حاصل على شهادة الدكتوراه في الأمراض الجلدية وشاركهم في المركز، وكذلك بعد قيامة برهن المركز لدى بنك التسليف، وقام بتحويل كل المبالغ المحولة من حساب بنك التسليف إلى حسابه الشخصي والبالغة أكثر من مليون وخمسمائة ألف ريال، و هو ما دفع الشركة المالكة إلى إقامة دعوى جنائية بتهمة الاختلاس وخيانة الأمانة لدى شرطة الرياض، الذي أكد متحدثها الرسمي سامي الشويرخ ل«الحياة»، أن «القضية لا تزال لدى الشرطة، والتحقيق جار فيها». وبحسب معلومات حصلت عليها «الحياة»، فإن الطبيب حصل على تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية، وهو لم يدخل أسوارها، إذ كان سلم شهادة الدكتوراه التي حصل عليها بالمراسلة لمعقب مشهور استطاع جلب التصنيف المهني له. «متضررات» يهددن ب«ملاحقته» وكانت مجموعة من السيدات، أوضحن أنهن سيلاحقن هذا الطبيب الذي تضررن منه، وسيطالبنه ب«استرجاع أموالهن ومحاكمته بعد أن خدعهن بأنه استشاري جلدية وطب تجميل، وبعد أن اطلع على أجسادهن بغير وجه حق».