ساد الهدوء الحذر منطقة الجنوب لليوم الرابع على التوالي أمس بعد الاشتباك الذي وقع بين الجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي الثلثاء الماضي، وسيّر الجيش اللبناني دوريات، بعد تعزيز وحداته في منطقة العديسة – كفركلا، بالاشتراك مع القوات الدولية، فيما قام الجيش الإسرائيلي بدوريات مؤللة كثيفة في المنطقة المقابلة على الجانب الآخر من الحدود ونفذت طائراته الحربية من نوع «إف 16» غارات وهمية في أجواء الجنوب امتداداً حتى سماء الهرمل في البقاع. وفيما توقعت مصادر وزارية ل «الحياة» أن يزور رئيس الجمهورية ميشال سليمان الجنوب اليوم، وتحديداً المنطقة التي وقع فيها الاشتباك مع الجيش الإسرائيلي، لتفقد وحدات الجيش اللبناني، أشارت مصادر مطلعة الى حادثي استنفار بين الجيش الإسرائيلي والجيش اللبناني. الأول في بلدة الغجر المحتلة، حيث تمركز جنود من كل منهما على جانبي الخط الفاصل، لكن الجنود الإسرائيليين عادوا فانسحبوا، فانسحب الجنود اللبنانيون الذين كانوا في دورية هناك. أما الاستنفار الثاني فحصل عند بوابة فاطمة حيث ان الجيش الإسرائيلي يكثف دورياته المؤللة ويقترب من الشريط الشائك، فيما كانت دورية مشتركة من القوة الإسبانية في «يونيفيل» مع الجيش اللبناني تمر من هناك فاقترب جنود إسبان من الشريط لمحادثة الجنود الإسرائيليين، ما دفع الجيش اللبناني الى الاحتجاج على ذلك نظراً الى ان التواصل الدولي مع الإسرائيليين عبر الحدود ممنوع وفق القواعد المعمول بها، لأن التواصل يتم فقط عبر اجتماعات القيادة في مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة. لكن الاستنفار سرعان ما زال بعد ان واصلت الدورية الإسبانية سيرها. وقالت مصادر رسمية ان زيارة سليمان الجنوب تهدف الى تثبيت حضور الدولة بعد الذي حصل والاطلاع على حاجات الجيش عن قرب. واطلع سليمان أمس من مدير الإدارة في الجيش اللواء عبدالرحمن شحيتلي على المحادثات الثلاثية الدولية – الإسرائيلية – اللبنانية ليل الثلثاء وعلى وجهة نظر الجيش في معالجة النقاط الأربع المتنازع عليها والتي تقع جنوب الخط الأزرق ويعتبرها لبنان تقع في أرض لبنانية. وذكرت مصادر مطلعة أنه يفترض وضع آلية لمعالجة الخلاف على هذه النقاط والتي كانت تسببت بالتباين بين لبنان و «يونيفيل» يوم الثلثاء حول نقطة العديسة، إذ اعتبرت «يونيفيل» انها تقع في الجانب الإسرائيلي. وفيما كان الرئيس سليمان استقبل أمس السفيرة الأميركية ميشال سيسون في زيارة وداعية ومنحها درع رئاسة الجمهورية، زار مستشار مرشد الثورة الإسلامية للشؤون الدولية في إيران الدكتور علي أكبر ولايتي الجنوب أمس وتفقد معتقل الخيام الذي كانت تستخدمه القوات الإسرائيلية أثناء احتلالها الجنوب. واجتمع ولايتي مع مسؤول الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، واعتبر ان «الإنجازات الكبرى التي استطاعت المقاومة الإسلامية ان تحققها في جنوب لبنان في السنوات الأخيرة ستستمر وستكون أكثر تأثيراً وفاعلية في المستقبل»، مؤكداً أن «الأمة الإسلامية جمعاء ومن ضمنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشعبها وحكومتها تحتضن وتساند وتؤازر الأهداف الكبرى والمقدسة والكريمة التي تعمل من أجلها المقاومة في لبنان وفي فلسطينالمحتلة». ورأى ان «كل ما يسرب عن لجنة التحقيق الدولية من اتهامات لحزب الله لا يستند الى أي دليل من الصحة»، لافتاً الى انه «بعدما وجهت أصابع الاتهام لخمس سنوات الى سورية زوراً وبهتاناً، كما ثبت للجميع، بدأوا يوجهون أصابع الاتهام نحو حزب الله». وقال ان «النقطة المثيرة للدهشة والاستغراب في هذا المجال والتي ينبغي التوقف عندها ان مسؤولي الكيان الصهيوني، باتوا يعلنون ان بعض عناصر حزب الله يخضعون للتحقيق في مجال اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قبل أن تبادر لجنة التحقيق الدولية الى إبداء رأيها في هذا المجال، وهذا ما يدل على أن هناك ما يدبر في الليل وأن هناك أيدي خفية تعمل من وراء الستار وتريد أن تطلق مثل هذه التهم وتنسبها الى حزب الله»، مؤكداً ان «الهدف الأساسي من وراء هذه التهم الباطلة هو ممارسة الضغط السياسي الكبير على حزب الله وعلى لبنان من أجل إحداث التفرقة والشقاق والخلاف بين اللبنانيين، حكومة وجيشاً مقاومة وشعباً»، مبدياً ثقته ب «أن لبنان لن يسمح لأعدائه بأن ينفذوا مآربهم الشيطانية». ويزداد الاهتمام بالوضع اللبناني بعد الصدامات بين الجيش اللبناني والإسرائيلي، وتوقعت «وكالة الأنباء المركزية» أن يزور مساعد المبعوث الأميركي الخاص لعملية السلام فريدريك هوف بيروت بعد غد الاثنين لإطلاع بيروت على التحركات التي يقوم بها جورج ميتشل لاستئناف المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية. على صعيد آخر ساد التكتم التحقيقات الجارية مع العميد المتقاعد، القيادي في «التيار الوطني الحر» فايز كرم بشبهة علاقته مع «موساد» من قبل فرع المعلومات، كذلك لم تتسرب أي معلومات عن التحقيقات الجارية مع الموظف في وزارة الاتصالات ميلاد ع. من قبل مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. ولم تؤكد مصادر أمنية أو تنفي توقيف ضابط في الجيش الأسبوع الماضي بهذه الشبهة. ودعا وزير الطاقة، والقيادي في «التيار الحر» جبران باسيل الى انتظار اختتام هذا الملف للاطلاع على ما قاله العميد كرم، لافتاً الى ان «المتهم يجب أن ينتقل الى القضاء إذا كان الموضوع صحيحاً لتبيان حجم الاعتراف بعد الإشاعات الكثيرة التي تناقلها الإعلام»، مستبعدا «ان يكون كرم نقل معلومات الى إسرائيل عما كان يدور من أحاديث بين عون ونصرالله خصوصاً أنه لم يكن مطلعاً بما يكفي».