أعلنت وزارة الداخلية العراقية أمس، اعتقال منفذي الهجوم الذي تعرض له مكتب «قناة العربية» الفضائية في بغداد الأسبوع الماضي. جاء ذلك في حين حذر قيادي في «الصحوة» من محاولات تنظيم «القاعدة» لاستمالة «المتذبذبين والساخطين» من عناصرها. وأكد مسؤول الإعلام في وزارة الداخلية علاء الطائي في تصريح إلى «الحياة» «اعتقال العناصر الارهابية التي نفذت الهجوم الانتحاري الذي استهدف مكتب قناة العربية في بغداد». وأوضح أن «التحقيق مع معتقلين ينتمون إلى تنظيم القاعدة دلوا خلال اعترافاتهم على المجموعة التي نفذت الهجوم. وبعد مطابقة الوقائع والأدلة الجرمية مع الاعترافات المسجلة لدينا، نفذنا عملية استباقية مباغتة لأوكار الإرهابيين واعتقلناهم». ورفض الطائي كشف تفاصيل أكثر، وذكر أن «اعتقال منفذي الهجوم دليل على جاهزية قوات الأمن وقدرتها على متابعة خيوط الجريمة وملاحقة منفذيها واعتقالهم في وقت قياسي مقارنة بالظرف الذي تمر به البلاد». وفي خصوص تكرار عمليات استهداف عناصر نقاط التفتيش بكواتم الصوت، قال «إنه أمر طبيعي كون المجموعات الإرهابية التي ما زالت تقبع في جيوب باتت مكشوفة لنا، تحاول أن تخلق نوعاً من البلبلة الأمنية في البلاد من خلال تنفيذ عمليات تعتبرها نوعية باستهداف عناصر نقاط التفتيش وبعض مؤسسات الدولة لتقول إنها ما زالت موجودة». وتابع أن «لهذه العمليات عمراً قصيراً جداً. بمعنى أن قواتنا الأمنية وبالتنسيق مع الجهاز الاستخباراتي مصرة على الاستدلال على أوكار الارهابيين واعتقالهم». وزاد أن «الأسلحة كاتمة الصوت يمكن صنعها محلياً عبر متخصصين في مجال الأسلحة، وتُباع بأسعار رخيصة مقارنة بتلك المستوردة». وأضاف أن «الجماعات الارهابية تحاول جاهدة اعادة البلاد إلى المربع الأول، لكنها عجزت عن ذلك وكشفت نقاط ضعفها، ولن تقوم لها بعد الآن قائمة». وكان أربعة من عناصر الشرطة قُتلوا وأُصيب 40 شخصاً في أحداث عنف متفرقة في بغداد أمس. وعلى الصعيد الأمني، سُجلت حوادث عنف في عدد من مناطق العاصمة بينها ساحة عدن في مدينة الكاظمية حيث انفجرت عبوة بدورية للشرطة، ما أسفر عن اصابة اثنين من عناصرها وتسعة مدنيين. وانفجرت عبوة لدى مرور دورية للجيش العراقي في حي الخضراء غرب بغداد، ما أدى إلى إصابة جنديين وأربعة مدنيين بجروح مختلفة. واستهدفت عبوة ثالثة دورية للشرطة في ساحة الطلائع في جانب الكرخ، ما أدى إلى إصابة أحد عناصر الدورية وثلاثة مدنيين. وأُصيب في بغداد أيضاً 12 شخصاً بينهم عنصرا أمن في انفجار عبوة داخل كشك لبيع الفواكه والخضر شمال بغداد. وقُتل شرطي في هجوم شنه مسلحون على منزله في قضاء أبو غريب غرب العاصمة العراقية. كما أُصيب شرطي مرور في هجوم شنه مسلحون بأسلحة كاتمة للصوت عند تقاطع جسر ابن حيان في منطقة الطوبجي شمال العاصمة. وقُتل ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم شنه مسلحون على نقطة سيطرة أمنية في منطقة الحارثية غرب العراق. وأكد مصدر أمني رفض كشف اسمه أن «التحقيق مع بعض العناصر الإرهابية أكد أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت بعض نقاط التفتيش كانت بأوامر من القيادات الشابة في تنظيم القاعدة لايصال رسالة الى مرجعياتها في الخارج بأنهم أهل للمسؤولية التي كلفوا بها». وأضاف المصدر ل «الحياة» أن «هذه القيادات، وبحسب التحقيقات، تتوزع في أربع محافظات هي بغداد والموصل والأنبار وديالى، كما ظهرت بوادر للموضوع ذاته في كركوك». وأشار الى أن «اعترافات المعتقلين منحت قوات الأمن تصوراً كافياً عن تحركات القاعدة وملاذات عناصرها». «الصحوة» وفي سياق متصل، حذر قائد «صحوة الطارمية» عدنان المشهداني من جهود تنظيم «القاعدة» لاستمالة بعض المتذبذبين من عناصر «الصحوة» من خلال تقديم الدعم المالي لهم. وقال المشهداني ل «الحياة» إن «الصحوة لا يمكن استمالتها بالأموال كونها خبرت مشروع القاعدة، ولا يمكن العودة مجدداً للعمل معها». وأوضح أن «بعض قيادات كتائب ثورة العشرين حاول سابقاً تقديم دعم مالي ولوجستي لبعض مسؤولي الصحوات في مناطق مختلفة إلا أن طلباتهم جوبهت بالرفض». وتابع أن «عروض القاعدة قد تلقى قبولاً لدى المتذبذبين من عناصر الصحوة وتحديداً الذين أصابهم العوز بسبب تأخر مستحقاتهم المالية لفترات طويلة الى جانب عدم شمولهم ببرنامج الدمج». وزاد: «لا يمكن التقليل من أهمية أو خطورة تلك المحاولات، وعلى أجهزة الأمن أخذ الحيطة من خلال تقديم الدعم المالي الذي يتناسب ومتطلبات عناصر الصحوة ويؤمن لهم حاجات عائلاتهم». وكانت تقارير أشارت الى سعي عناصر تنظيم «القاعدة» الى اجتذاب عناصر الصحوة للعمل مع التنظيم في مقابل اغراءات مالية بالتزامن مع حملة اغتيالات تمارسها القاعدة منذ سنوات في حق عناصر الصحوة وعائلاتهم بناء على فتاوى أصدرها رجال دين قريبون من «القاعدة».