تمثل السونا تقليداً راسخاً في فنلندا حيث يوجد حمام خاص من هذا النوع لكل ثلاثة أشخاص، إلا أن الميل الراهن هو إلى حمامات السونا العامة. في العاصمة هلسنكي، تجذب هذه الحمامات خلال الصيف كثراً يأتون ليتخلصوا على حرارة 80 درجة مئوية من الضغط النفسي في أماكن ذات تصاميم جميلة مطلّة على الشاطئ. حمام «لويلي» (البخار باللغة الفنلندية) الفخم، فتح أبوابه في أيار (مايو) على الواجهة البحرية، وهو يشهد إقبالاً كبيراً في الأيام المشمسة بحيث ينبغي الحجز عبر الإنترنت مسبقاً. واحتفلت لينيا ريميس بعيدها السابع والعشرين مع أصدقائها في هذا المكان الذي يضفي نفحة أناقة على تقليد راسخ جداً في بلد يمكن فيه الاحتفال بأي شيء في السونا. وتقول انها تستخدم السونا في منزلها أربع مرات في الأسبوع. وتضيف على الشرفة المطلة على خليج فنلندا: «لكن رأينا انه سيكون من المناسب ان نمضي وقتاً ممتعاً معاً». ويستخدم الفنلنديون حمامات السونا الخاصة وهم عراة، الا ان حمامات السونا العامة عادة ما تفصل بين النساء والرجال وتفرض عليهم ارتداء لباس بحر. ويقوم التقليد على الاسترخاء في حمامات السونا على مدار السنة خصوصاً بعد ممارسة الرياضة. وعادة ما يتخلل حمام السونا الخروج مرات عدة للاستحمام أو شرب الماء أو الغوص في بحيرة أو البحر، وقد يفضل البعض التقلب في الثلج. ويعود عنصر الجذب الحالي في حمامات السونا العامة الى الفرص التي تتيحها للتواصل مع الآخرين. فعلى مرّ القرون، تردد الفنلنديون على السونا للاستحمام والاسترخاء وحتى للإنجاب ايضاً. ومع ازدياد عنصر الراحة في المساكن، بات الفنلنديون يريدون سونا في منزلهم متخلين عن حمامات السونا العامة التي كانوا يلتقون فيها جيرانهم. وكان للسونا دور في التاريخ عندما تفاوض الرئيس الفنلندي أريو كيكونين الذي أمضى 26 سنة في سدة الرئاسة، خلال الحرب الباردة، مع ديبلوماسيين سوفيات في حمام سونا في مقر إقامته الرسمي. وراهناً، صارت غالبية الشقق والمنازل مجهزة بحمام سونا. وتفيد هيئة الإحصاءات الفنلندية بأن في البلاد أكثر من مليوني سونا لحوالى 5.5 مليون نسمة. إلا أن فنلندياً من كل خمسة فنلنديين يعيش وحيداً ويفتقر تالياً إلى التفاعل مع أشخاص آخرين يشاطرونه مقعد الخشب الحامي... ويقول راول غرونشتاين مدير حمام «الإس سي بول»: «كثير من الناس يعيشون وحيدين ويتوقون الى التواصل مع آخرين. وحمام السونا هو الأفضل في هذا المجال إذ يمكن فيه تبادل الأفكار مع من يجلس إلى جانبنا أياً يكن هذا الشخص».