كشفت واشنطن أمس، إرسالها مقاتلات من التحالف الدولي بقيادة أميركية إلى ريف الحسكة لحماية قواتها ومقاتلين أكراد بعد تعرض المدينة أول من أمس لغارات الطائرات السورية التي واصلت أمس قصف المقاتلين الأكراد في الحسكة وسط نزوح مدنيين إلى ريف المدينة هرباً من القصف والمعارك، في وقت أعلنت موسكو استخدامها صواريخ «كروز» من البحر المتوسط في قصف مواقع ل «جبهة فتح الشام» («جبهة النصرة» قبل فك علاقتها مع تنظيم «القاعدة») شمال سورية، وسط أنباء عن زيارة قام بها وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إلى طهران الخميس لاستكمال بحث الملف السوري. وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن التحالف الدولي بقيادة أميركا أرسل مقاتلات لحماية المستشارين الأميركيين العاملين مع القوات الكردية خلال تعرضها لقصف من طائرات النظام. وقال الناطق باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس: «تم ذلك كإجراء لحماية قوات التحالف». وأضاف «أعلناها بوضوح أن الطائرات الأميركية ستدافع عن قواتنا على الأرض إذا تعرضت لتهديد»، لافتاً إلى عدم وقوع إصابات. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد أمس: «لا يزال التوتر يسود مدينة الحسكة وسط استمرار الأهالي في محاولات النزوح نحو مناطق بعيدة من القصف (من الطيران السوري) والاشتباكات بين قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام من جانب، والقوات الكردية وقوات الأمن الداخلي الكردي (أسايش) من جانب آخر»، في حين شهدت محاور أخرى «تراجع حدة الاشتباكات من عنيفة إلى متقطعة، وسط سماع دوي انفجارات في المدينة يعتقد أنها ناجمة عن قصف قوات النظام مناطق تسيطر عليها القوات الكردية في المدينة». وأضاف: «ارتفع إلى 23 بينهم 9 أطفال و4 مواطنات عدد القتلى الذين قضوا جراء قصف قوات النظام وإطلاق النار المتبادل، إضافة إلى 9 من القوات الكردية و7 عدد عناصر الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للنظام، حيث تمكنت القوات الكردية من أسر عشرات من هؤلاء المسلحين في الاشتباكات داخل المدينة». وبدأت ليل الأربعاء اشتباكات عنيفة بين قوات «أسايش» ومجموعات الدفاع الوطني الموالية للنظام، على خلفية توتر في المدينة، إثر اتهامات متبادلة بتنفيذ حملة اعتقالات خلال الأسبوعين الأخيرين. وأشار مصدر حكومي إلى أن اجتماعات عدة عقدت بين الطرفين «لاحتواء التوتر» لكنها فشلت بعد مطالبة الأكراد ب «حل قوات الدفاع الوطني» في المدينة. واعتبر أن «الضربات الجوية هي بمثابة رسالة للأكراد للكف عن مطالبات مماثلة (حل قوات الدفاع الوطني) من شأنها أن تمس بالسيادة الوطنية». وقال مصدر أمني سوري: «يجب ألا يحولوا (الأكراد) حلمهم بالحكم الذاتي إلى واقع». إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أن سفناً حربية روسية أطلقت من البحر المتوسط ثلاثة صواريخ «كروز» على أهداف ل «المتشددين» شمال سورية. وأضافت أن الصواريخ مرت فوق مناطق غير مأهولة واستهدفت «جبهة فتح الشام»، في وقت تدور مفاوضات بين الأممالمتحدةوموسكو لبحث اقتراح روسي بهدنة ل48 ساعة في حلب وسط استمرار المعارك والقصف في ثانية كبريات مدن سورية. وأكدت طهران أمس، أن وزير الخارجية التركي زار الخميس العاصمة الإيرانية لخمس ساعات. ولم تعرف الأسباب التي دعت طهران إلى عدم الإعلان عن الزيارة إلا بعد إعلان جاويش أوغلو عنها أمس خلال الزيارة التي قام بها إلي نيودلهي. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال إن جاويش أوغلو تابع مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف «البحث في التفاهمات التي تمت خلال زيارة الأخير إلي أنقرة الجمعة الماضي، إضافة إلي آخر التطورات التي تجري في المنطقة والعلاقات الثنائية». وذكر قاسمي أن البلدين اتفقا علي إجراء مشاورات مكثفة علي مختلف المستويات، مشيراً إلي أن الأيام القليلة القادمة ستشهد زيارات متبادلة بين البلدين.