بدأت أمس قوات الجيش اليمني و«المقاومة الشعبية» بإسناد من طيران التحالف العربي، عملية عسكرية لفك الحصار عن مدينة تعز من الجبهة الغربية بالتزامن مع معارك ضارية مع ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح على أكثر من جبهة في أرياف المحافظة، وأسفرت الساعات الأولى من المواجهات عن تقدم كبير للقوات الحكومية وانهيار واسع في صفوف الميليشيات رافقه سقوط عشرات القتلى والجرحى. وتحاول الميليشيات إحكام سيطرتها على محافظة تعز للتحكم بباب المندب، وتهديد السلطة الشرعية في عدن والمحافظات الجنوبية، فيما تدفع الحكومة الشرعية بالمزيد من قواتها للتقدم نحو العاصمة صنعاء، وتضييق الخناق على معاقل الحوثيين في صعدة. وأعلن المجلس العسكري للجيش الوطني اليمني مقتل 18 عنصراً من ميليشيات الحوثي وصالح في معارك عنيفة شهدتها الجبهات المحيطة بمدينة تعز صباحاً. إلى ذلك استمرت المعارك في جبهات مأرب والجوف وعند الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء في مديرية نهم، بالتزامن مع غارات كثيفة للتحالف على مواقع الميليشيات ومعسكرات وسط العاصمة وضواحيها وفي محافظتي صعدة وحجة الحدوديتين. وأفادت المصادر الرسمية للجيش الوطني بأن القوات الحكومية «حققت المرحلة الأولى من مهمة فتح المنفذ الغربي لمدينة تعز وتتحرك باتجاه استكمال بقية المراحل للفتح النهائي للحصار من الجبهة الغربية، مع تقدم في منطقة حسنات في الجبهة الشرقية». وقالت إن «المعارك على أشدها في مختلف محاور القتال والتقدم مستمر، إذ تمكنت قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة وقوات التحالف في الجبهة الغربية، من تطهير حدائق الصالح وتلتي الخزان والذئاب ومواقع قرب السجن المركزي وأجزاء كبيرة من جبل هان في منطقة الضباب إضافة إلى تحرير تبة غراب شمال شرق اللواء 35». وأوضحت المصادر أن القوات الحكومية تمكنت من فتح طريق الضباب وتخوض معارك لاستكمال تطهير جبل هان، كما تمكنت من تطهير بيت الزعر ومشروع المياه في منطقة حذران. إضافة إلى تطهير مواقع في منطقة الأحكوم، مشيرة إلى أن قوات الجيش وصلت إلى مدرسة حسنات في حي ثعبات شرق مدينة تعز. كما طاولت غارات التحالف مواقع الميليشيات في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء، حيث المعارك على أشدها ضد الميليشيات المتمردة، واستهدفت الضربات معسكر الحفا شرق العاصمة ومعسكر ضبوة في ضواحيها الجنوبية، إلى جانب مواقع في مديرية همدان في الضواحي الشمالية الغربية. وفي محافظة صعدة حيث المعقل الرئيس للميليشيات، كثف طيران التحالف ضرباته على المديريات الحدودية حيث مواقع للميليشيات ونقاط تجمع ومخازن أسلحة، وامتدت الضربات إلى محافظة حجة المجاورة في مناطق «حرض وحيران وميدي». وأفادت مصادر عسكرية بأن مسلحين يُعتقد بأنهم من تنظيم «القاعدة» فجروا سيارة مفخخة في رتل للجيش الوطني في مديرية «العين» القريبة من مدينة لودر في محافظة أبين، ما أدى إلى مقتل أربعة جنود وإصابة ستة آخرين. وجاء الهجوم غداة إعلان الحكومة الشرعية استكمال السيطرة على مدن وبلدات محافظة أبين واستعادتها من تنظيم «القاعدة»، بعد أيام من بدء عملية عسكرية واسعة مدعومة من قوات التحالف شارك فيها ثلاثة ألوية من القوات الحكومية. وعقد الرئيس عبدربه منصور هادي في مقر إقامته الموقت في الرياض اجتماعاً مع سفراء الدول ال18، وأكد للسفراء «أن أجندة الانقلابيين ومشاريعهم الدخيلة على الشعب اليمني، وآخرها إعلانهم تشكيل المجلس السياسي، لن يكتب لها النجاح». واعتبر هادي أن رفض المساعي الحميدة للأمم المتحدة ودول ال18، وآخرها المقترح الأممي الذي عرضه المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في الكويت، يعد «تحدياً سافراً للمجتمع الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة». وفي نيويورك، طالبت الحكومة الشرعية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتخاذ «إجراءات تصحيحية» لتصويب تصرفات المنظمة الدولية في اليمن، لا سيما بعد مشاركتهم في أنشطة سياسية لتحالف الحوثيين- صالح في صنعاء. ووجه السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني، رسالة الى بان أبلغه فيها احتجاج الحكومة الشديد على مشاركة رئيس مكتب «يونيسف» في اليمن جوليان هارنيس في احتفال الحوثيين- صالح بإنشاء «ما يسمى المجلس السياسي الأعلى»، معتبراً أن «مثل هذه الأعمال هي انتهاك واضح لميثاق الأممالمتحدة والقوانين الدولية وقرارات الأممالمتحدة المعنية باليمن التي تهدف الى وضع نهاية للحالة الانقلابية». وفي الرياض كشفت مصادر أن القوات السعودية كبدت ميليشيا الحوثي والحرس الجمهوري خسائر فادحة في العتاد والأرواح خلال الأيام الماضية على الحدود السعودية، إذ وصل عدد القتلى والجرحى والأسرى أكثر من 300، مشيرة إلى أن الأسرى اعترفوا بأنهم «لن يتراجعوا عن القتال حتى يدخلوا الجنة». وقصفت المدفعية السعودية مساء أمس أهدافاً متفرقة في المواقع التي يوجد فيها الحوثيون قرب الحدود السعودية، فيما شنت مروحيات الأباتشي عمليات تمشيط واسعة على الحدود.