أعلن الجيش اليمني أمس بدء معركة الحسم لتحرير صنعاء والمحافظات الأخرى من قبضة ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، فيما شن طيران التحالف العربي عشرات الغارات على مواقع الميليشيات ومعسكرات المتمردين في صنعاء ومحيطها ومحافظات مأرب وصعدة والجوف وتعز وإب والحديدة، واستهدفت الغارات مخازن الأسلحة والذخيرة وطرق الإمداد. وتوقفت الملاحة في مطار صنعاء بعدما أبلغت قوات التحالف الأممالمتحدة أنه «تم تعليق جميع الرحلات الجوية المتوجهة من وإلى صنعاء لمدة 72 ساعة، بشكل مبدئي»، فيما استنفرت ميليشيات الحوثيين عناصرها ودفعت بالمئات منهم لتعزيز الطوق الأمني للعاصمة باتجاه مديريات «بني الحارث وبني حشيش وأرحب» في ظل تقهقر مقاتليها في جبهة نهم واستمرار تقدم القوات الحكومية باتجاه العاصمة. في هذا السياق قال رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اليمني اللواء الركن محمد علي المقدشي إن العملية العسكرية الجارية في نهم والتي أطلق عليها اسم «التحرير موعدنا» تهدف إلى تطهير البلاد من العناصر الانقلابية واستعادة الشرعية وإعادة الحقوق المغتصبة وهي مستمرة في كل الاتجاهات وقريباً ستشمل مناطق أخرى في اتجاه البيضاء وذمار وصعدة وفي كل الاتجاهات. وأكد المقدشي أثناء تفقده جبهات القتال في جبال نهم شمال شرقي العاصمة أن «مرحلة الحسم قد بدأت وأن القوات المسلحة والمقاومة الشعبية تحقق انتصارات كبيرة وتؤدي دورها على أكمل وجه»، وكشف «أن قوات كبيرة جداً في مأرب على أهبة الاستعداد والجاهزية للالتحاق بالقوات المرابطة في الجبهات». وأضاف أن قوات الجيش «التزمت بالهدنة ولكن الميليشيات الانقلابية لم تلتزم بها وهو ما دفع القيادة السياسية إلى تحريك الجبهات بشكل عام في كل الاتجاهات»، كما جدد الدعوة لسكان صنعاء «للابتعاد عن مصادر نيران العدو»، مؤكداً «أن القوات المسلحة وقوات التحالف سترد بقوة على أي مصادر للنيران». ووجه رئيس أركان الجيش رسالة للعسكريين الذين انخرطوا في صفوف الانقلابيين ولم ينضموا للشرعية قائلاً: «نحن حريصون على دمائكم وهدفنا هو أن نعيد لثورة سبتمبر مكانتها ولليمن أمنه واستقراره ونعيد لشعبنا الأمن والاستقرار والحياة التي تليق بهذا الشعب العظيم بما يمكن من قيام دولة اتحادية تضم كل أطياف المجتمع بعيداً عن الحزبية والمناطقية». وأفادت مصادر الجيش والمقاومة بأن قواتها المؤلفة من خمسة ألوية مزودة بأحدث الأسلحة والآليات واصلت التقدم في جبهات نهم تحت غطاء جوي كثيف لطيران التحالف، واقتربت من السيطرة على منطقة «نقيل بن غيلان» الاستراتيجية في سياق تقدمها نحو العاصمة وتطهير الجبال التي يتحصن فيها المتمردون. وتجدد قصف التحالف مواقع ومعسكرات المتمردين وسط صنعاء ومحيطها بعد توقف دام شهوراً جراء عملية التهدئة التي رافقت مشاورات الكويت، وأفاد شهود بأن الغارات طاولت معسكر القوات الخاصة في منطقة «الصباحة» غرب العاصمة ومعسكر النهدين بجوار القصر الرئاسي ومعسكرات الصيانة والفرقة في حي الحصبة، وامتدت الضربات إلى معسكرات ومواقع للمتمردين في الضواحي الشرقية والجنوبية للعاصمة في مديريات «سنحان وبلاد الروس وخولان وبني حشيش» إضافة إلى طرق الإمداد بين صنعاء وذمار ومأرب. وشملت الغارات في محافظة تعز على ما أفادت مصادر المقاومة والجيش «تجمعات وآليات لميليشيا الحوثي وقوات صالح في معسكر 22 ميكا، ومطار تعز الدولي، ونقاطاً في مفرق الذكرة، ومعسكر الإذاعة، ومعسكر الصيانة، وجبل أومان، ومقراً تابع للميليشيات خلف محطة توفيق عبدالرحيم في منطقة الحوبان». وطاولت الغارات مقرات أمنية في محافظة الحديدة الساحلية، ومعسكرات ومنازل قياديين حوثيين في محافظة إب، كما استهدفت تجمعات للمتمردين في منطقة ضحيان قرب مدينة صعدة، وعلى امتداد المناطق الحدودية في محافظتي صعدة وحجة، وسط أنباء عن مقتل وجرح عشرات المسلحين. وأدت غارات التحالف إلى انسحاب عناصر تنظيم «القاعدة» من مدينة عزان، ثاني أكبر مدن محافظة شبوة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر أمني أن مقاتلي التنظيم تجمعوا عشية تركهم المدينة فيما توزعت أعداد منهم في مدن أخرى في المحافظة، وبخاصة في المناطق الجبلية.