أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني أن «الأولويات المتغيرة المحتملة لحلفاء دول مجلس التعاون الدوليين التقليديين دفعت ببعض دول المنطقة إلى التفكير بالمستقبل بصورة مستقلة، مع التركيز على أهداف متجددة، والاستعداد إن اقتضى الأمر، للتحرك في شكلٍ أحادي». وشدد على أن «دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية تسعى جاهدةً إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة من خلال رؤية واضحة تحقق الازدهار والرخاء الاقتصادي لدول المجلس ومواطنيها، وتوفير فرص متكافئة للحصول على الخدمات الصحية والتعليمية والتوظيف والخدمات الاجتماعية في جو من الأمن والأمان والاستقرار السياسي». وقال خلال الكلمة الافتتاحية أمام «ملتقى الخليج للأبحاث السابع» الذي ينظمه مركز الخليج للأبحاث في جامعة كامبريدج أمس، على ما أفادت وكالة الأنباء السعودية، «إن دول مجلس التعاون تضع الشباب في مقدم قائمة أولوياتها، إيماناً منها بأن الشباب هو التحدي الاجتماعي بصفتهم عماد المستقبل المنشود»، مشيراً إلى أن «من لم يتم تزويدهم بالتعليم المناسب وتوفير الوظائف لهم وكذلك التوجيه والإرشاد الصحيح فإنهم سيصبحون أرواحاً تائهة سهلة الانقياد والتحول إلى عامل هدم في المجتمع». ونوه بأهمية العمل الجماعي الذي تبذله دول مجلس التعاون لتحقيق التنويع الاقتصادي والازدهار المستقبلي، لافتاً إلى أن «دول المجلس تتميز بموقعها الجغرافي المتوسط، وتأثيرها التاريخي والثقافي والديني ومواردها العالية المحفزة على مزيد من الاستثمار والنمو الاقتصادي لدول مجلس التعاون والمنطقة والعالم، إضافةً إلى الاستراتيجيات الاجتماعية والتكامل المتجانس ما بين القطاعين العام والخاص وعالم ريادة الأعمال»، مبيناً أن سياسات دول المجلس الوطنية والإقليمية باتت في حال من التطور والنمو والارتقاء». وعلى الصعيد الدولي، جدد الزياني التزام دول المجلس والمجتمع الدولي «التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 حول الأزمة في اليمن»، معرباً عن شكره للكويت حكومةً وشعباً، على جهودها في استضافة مشاورات السلام اليمنية، وللأمم المتحدة ممثلةً بمبعوثها الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على ما يقوم به من جهد مميز ومثابرة حثيثة. وأكد أهمية الجهود التي تبذلها القوات الإقليمية والدولية لمحاربة التنظيم الإرهابي «داعش»، بتنسيق عملياتيّ على قدرٍ كبير من التطور، داعياً إلى تضافر الجهود للقضاء على ظاهرة التطرف في العالم، معرباً عن أمله بأن يكون مركز الأممالمتحدة لمكافحة الإرهاب الذي تم إنشاؤه أخيراً، والممول من المملكة قادراً على القيام بمهماته الأخرى، كنقطة اتصال رئيسة لتبادل الأفكار وتنسيق جهود محاربة التطرف. وأوضح أن «تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتوقف على كيفية مواجهتنا لتحديات الإرهاب والصراعات في سورية والعراق وليبيا واليمن، مع إعطاء الأولوية في الوقت ذاته للحرب ضد الإرهاب والتطرف». إلى ذلك، حذرالزياني من «تكرار أخطاء الماضي المتمثلة في الفوضى التي أعقبت حرب العراق 2003، أو الاستجابة غير المنظمة لما يسمى الربيع العربي التي أدت إلى حدوث فراغ استغلته الجماعات الإرهابية المتطرفة»، مشيراً إلى أنه «لا يمكن تحقيق أمن واستقرار دائم في العراق من دون حكومة وطنية شاملة يتعين عليها إيجاد تسوية سياسية من دون أي تدخل أو تأثير خارجي من جارته الشرقية». وأكد التزام دول مجلس التعاون العملية السياسية في سورية. وعن العلاقات الخليجية - الإيرانية، أعرب الأمين العام عن تطلع دول المجلس إلى أن «تلتزم إيران مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واحترام سيادتها، وأن تتصرف وفقاً للقانون الدولي». وفي ما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط، قال الزياني: «إن القضية الفلسطينية هي أحد أبرز المشكلات في المنطقة، نتيجة تأثير القوى الخارجية، وكانت دائماً ذريعةً لجميع أشكال العنف بما فيها إرهاب الدولة، وعلى المجتمع الدولي أن يعطي الأولوية لإحياء رؤية حل الدولتين التي تضمنتها مبادرة السلام العربية، إذ أثبتت العديد من المبادرات عدم نجاحها، إما لانعدام الثقة وإما بسبب التخريب المتعمد».