أعلن الرئيس محمود عباس في كلمة وجهها الى الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة ليل الخميس - الجمعة ان «الحد الادنى» المقبول فلسطينيا لانهاء ما سمّاه «الظلم التاريخي» الذي أوقعته النكبة على الشعب الفلسطيني يقوم على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل قضية اللاجئين وفق مبادرة السلام العربية. وخاطب الفلسطينيين قائلا: «أُجدد لكم العهد بأننا متمسكون بثوابتنا الوطنية، بإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبحق لاجئينا في العودة ضمن حل عادل ومتفق عليه وفقا للقرار 194، فهذه ثوابت لا تنازل ولا مساومة عليها، وهي حقوق لنا أكدت عليها قرارات الأممالمتحدة وكل المبادرات الدولية من خطة خريطة الطريق وحتى أنابوليس، كما أنها جوهر مبادرة السلام العربية التي نتمسك بها، ونُطالب كل الأطراف بتبنّيها وتطبيقها». وخاطب قادة إسرائيل قائلا إنه بعد كل هذه السنين، عليهم أن يدركوا بأن «القوة مهما عظمت، لن تحل هذا الصراع، وبأن الاستيطان والحواجز والجدار والحصار، لن تقتل إرادة الشعب الفلسطيني وتصميمه على نيل حريته واستقلاله». واضاف: «فلنوفّر على شعوبنا المعاناة ولنختصر الزمن، لنحقق ما يضمن الحياة الآمنة والاستقرار والازدهار لشعبنا ولكل شعوب المنطقة». وقال عباس إن «إسرائيل حاولت خلال واحد وستين عاما بالوسائل كافة، إجبار الفلسطينيين على الاستسلام وطمس هويتهم الوطنية، لكننا هنا باقون، ومتجذرون في هذه الأرض، متشبثون بحقوقنا ومصمّمون على التخلص من الاحتلال البغيض». من جهة أخرى، اعلن حزب «إسرائيل بيتنا» اليميني الإسرائيلي الذي يقودة وزير الخارجية المتطرف افيغدور ليبرمان نيته طرح مشروع قانون على الكنيست يحظر على فلسطينيي الداخل إقامة أي نشاط لإحياء ذكرى النكبة. ونقل موقع صحيفة «هآرتس» امس عن مصادر في الحزب قولها إن الحزب ينوي تقديم مشروع القانون إلى لجنة وزارية ليحظى بدعم الائتلاف الحاكم اولا وقبل تقديمه الى «الكنيست». وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة خطوات يتخذها هذا الحزب المعادي للفلسطينيين بهدف فرض قيود على وجود 1.2 مليون فلسطيني في اسرائيل يحملون هوية الدولة العبرية منذ اقامتها على انقاض شعبهم عام 1948، علما ان حزب «اسرائيل بيتنا» خاض الانتخابات الاخيرة في اسرائيل تحت شعار «لا مواطنة بلا ولاء» الذي يستهدف مواطنة الفلسطينيين في اسرائيل في ارضهم. وتشهد المدن والقرى العربية في اسرائيل فعاليات شعبية احياء لذكرى النكبة التي ادت الى تهجير غالبية فلسطينيي الداخل عام 1948، ما اثار قوى اليمين في اسرائيل، خصوصا حزب «اسرائيل بيتنا» المتطرف. وفي سياق مماثل، اعلنت حركة «أبناء البلد»، وهي حركة جماهيرية قومية تنشط بين الفلسطينيين في اسرائيل، ان السلطات الاسرائيلية منعت أمينها العام محمد كناعنة من السفر لستة اشهر قابلة للتجديد. وقالت الحركة في بيان لها امس إن قرار منع كناعنة من السفر يحمل توقيع وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي، ويستند الى قوانين الطوارئ الانتدابية البريطانية. ووصفت القرار بأنه ««فاشي» و «يدل على عجز وإفلاس ما يُسمى بالمؤسسة الأمنية». الى ذلك، اعلنت اسرائيل فرض طوق امني شامل على الضفه الغربية اعتبارا من منتصف ليل الخميس - الجمعة، وحتى منتصف ليل السبت - الاحد بسبب فعاليات احياء ذكرى النكبة. وقالت السلطات الاسرائيلية في بيان لها إنها ستسمح فقط للحالات الانسانية والمرضية التي تحمل تصريحا من الادارة المدنية بدخول اسرائيل.