تحيي الإسكندرية اليوم ذكرى وفاة ابنها فنان الشعب وأبي الموسيقى العربية ومجدّدها سيّد درويش، من خلال مهرجان «كوم الدكة» السنوي الذي يفتتح اليوم ويستمر حتى 12 أب (أغسطس) الجاري. و «كوم الدكة» هو الحي التراثي الذي ولد فيه سيد درويش عام 1892 وتشبع بروحه الأصيلة المتمردة، وتفجرت فيه موهبته الموسيقية المتفردة . فجدد القديم وابتكر الجديد، وخلف تراثًا متنوعاً يصلح للتداول في كل عصر. ويعتبر المهرجان الذي تنظمه جمعية «اسكندريلا» دعوة للمشاهدة والتأمل والتفكير والنظر في كيفية تعاطي الفنانين مع مجتمعاتهم وتعبيرهم عن مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية. ويفتتح خلال المهرجان مشروع «ابن البلد 2» وهو مشروع تنموي شبابي سنوي. وسيكون الجمهور الاسكندراني اليوم على موعد مع السير الشعبية التي يقدمها الفنانان شريف الدسوقي ووائل السيد، ثم يليهما برنامج غني بالغناء الشعبي والموسيقى الذي تركه لنا سيد درويش يقدمه فنانون من كوم الدكة منهم محمد معتوق وفرقته. وفي اليوم الثاني للمهرجان ستقام مباراة في كرة القدم، كما تقدم فرقة التراث النوبي عرضها الذي يشارك بالغناء فيه الفنان النوبي أحمد شعبان. وفي اليوم الثالث يعرض الفيلم التسجيلي «كوم الدكة حكاية فريدة» من إخراج مروة أنور يتناول الشكل التراثي لهذه المنطقة الأثرية الفريدة ومسقط رأس درويش، ويتضمن مقابلات مع الفنان عادل عبدالرؤوف وأعضاء من فرقة الحرية. وفي الأيام التالية تقدم حفلات مسائية لمختارات من أجمل أغاني فنان الشعب. وعلى هامش المهرجان، ينظم معرض فني للوحات والصور من وحي إرث درويش، إضافة الى ورشات تدريبية لتطوير مهارات الشباب والكبار في العمل التطوعي بغرض تكوين مبادرات اجتماعية وثقافية. يذكر أن جمعية «اسكندريلا» تهدف إلى تقديم الخدمة الثقافية للقطاعات المحرومة ثقافياً ونشر ودعم الحقوق والحريات الثقافية، وتفعيل دور الفن منشطاً اجتماعياً وتوثيقاً للذاكرة الجماعية ومرشداً للإصلاح والتنوير.