تعاهد نحو أكثر من خمسة آلاف مواطن ومواطنة من سكان أحد الأحياء الشعبية في مكةالمكرمة على الالتزام بتطبيق أول برنامج حضاري مجتمعي توعوي حمل عنوان «الحي المعظم» للعمل على نقل حيهم من نطاق الشعبية إلى حيز النموذجية، مؤكدين على صدقية هذا التعاهد من طريق وثيقة رسمية مهروها بتواقيعهم النصية. ورحب وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز الخضيري بالتلاحم الكبير بين أفراد الحي الواحد، مشيداً بمثل هذه البرامج الحضارية الهادفة، والتي تسهم في توعية سكان الأحياء وتنظيم سلوكياتهم والرقي بها، إضافةً إلى خفض معدلات الجريمة فيها، والاستفادة من الفعاليات والأهداف التي يقدمها للقاطنين فيها. وأوضح الخضيري عقب إطلاقه أول من أمس (الأحد) برنامج «الحي المعظم» أن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل يتطلع دوماً لإبراز مثل هذه البرامج المجتمعية الهادفة، ومن ثم تنفيذها على أرض الواقع، لما تحمله من فائدة كبرى لسكان الأحياء المختلفة في تهذيبهم وتطوير سلوكياتهم وتفاعلهم التفاعل الأمثل مع متطلبات ومشكلات حيهم المختلفة. وشدد على أهمية تطبيق ونقل البرامج إلى الأحياء المكية الأخرى، وإلى ما هو أبعد من ذلك من خلال نقلها إلى أحياء منطقة مكةالمكرمة بالكامل كمحافظة جدة والطائف والمحافظات الأخرى، خصوصاً بعد الانتهاء من رصد التجربة ومدى نجاحها، وحصدها النتائج المرجوة التي ستعود من دون شك بالنفع والفائدة على سكان تلك الأحياء. من جانبه، أكد أمين جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة الدكتور يحيى زمزمي ل«الحياة» أن الجمعية بدأت في تطبيق البرنامج من طريق حي العتيبية، بعد تنظيمها للكثير من الدراسات الاستشارية، والاستبانات المباشرة عن أوضاع الحي المختلفة، والشرائح المتنوعة التي تقطنه، مبيناً أن الدراسة التي استمرت نحو ستة أشهر، هدفت إلى وضع القائمين على البرنامج في تصور كامل عن الحي وسكانه. ولفت إلى أن برنامج «الحي المعظم» يعتمد على ثلاث ضوابط رئيسة، يركز أولها على ضبط وتصحيح سلوكيات السكان والمواطنين في داخل الحي، فيما ينهض الضابط الثاني بالرقي بطهارة ونظافة الحي مستمداً قيمته المعنوية والأساسية من طهر البلد الحرام وتعظيمه. وألمح إلى أن العنصر الثالث في هذا البرنامج يهتم بالجانب الأمني داخل الحي نفسه من طريق المحافظة عليه من وقوع المشكلات والجرائم، ورصدها ومحاولة حلها، والتخفيف منها وفق تنسيق فاعل بين أفراد الحي والجهات الأمنية المختلفة، وفق الاختصاصات المحددة، مشيراً إلى أن حي «العتيبية» سيكون النموذج الأول في الأحياء المكية لتطبيق البرنامج وفق الأسس والمعايير الموضحة. واعتبر زمزمي برنامج «الحي المعظم» ثمرةً حيةً لكل البرامج والفعاليات التي سبق وأن طبقتها الجمعية خلال الأعوام الماضية، ما يعد تتويجاً لها، وقال: « سننتظر النتائج الأولية لتطبيق هذا البرنامج»، موضحاً أن مدة تنفيذه تتراوح بين العامين والثلاثة أعوام، وستقسم على أشهر عدة يتم فيها تنفيذ البرنامج على مراحل مفصلة، ومعد لها مسبقاً. يذكر أن برنامج «الحي المعظم» منبثق عن رؤية أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ل«بناء الإنسان و تنمية المكان» ضمن إستراتيجية المنطقة ويندرج تحت مشروع تعظيم البلد الحرام في مكة، فيما يهدف إلى غرس وتعزيز القيم الاجتماعية وإيجاد حي نموذجي تنموي اجتماعي لتعزيز التواصل الإيجابي بين أفراد المجتمع والمؤسسات الحكومية والأهلية، إضافةً إلى العمل على تخفيف معدلات الجريمة في العاصمة المقدسة، والإسهام في خفض ارتفاع النسب في معدلات الجرائم الأخلاقية، وهو مشتق من البرنامجين الشهيرين «تعظيم البلد الحرام»، و«مكة بلا جريمة» اللذين أطلقتهما جمعية مراكز الأحياء في مكةالمكرمة قبل خمسة أعوام.