عاد السباح الأميركي الأسطوري مايكل فيلبس ليفرض نفسه «ملك» الألعاب الأولمبية، بعدما حصد الثلثاء ذهبيتين آخريين رفع من خلالهما رصيده إلى 21 ذهبية، معززاً بذلك سجله كأفضل أولمبي في التاريخ. وتوج فيلبس الثلثاء في أحواض ريو بذهبيتي سباقي 200 متر فراشة والتتابع 4 مرات 200 متر حرة، ليضيفهما إلى الذهبية التي نالها الأحد مع منتخب بلاده في سباق 4 مرات 100 متر حرة، رافعاً رصيده بالمجمل إلى 25 ميدالية. لكن «المرح بدأ للتو» بحسب ما أكد فيلبس الذي يسعى إلى توديع الألعاب الأولمبية بأفضل طريقة كونه يخوض مشاركته الأخيرة، مضيفاً: «الآن، أنا أتطلع بفارغ الصبر لما تبقى من الأسبوع. لم أصل حتى إلى نصف ما أطمح إليه (في ريو)». وتابع: «كنت اقوم بالحسابات واكتشفت أن هناك 7 سباقات متبقية كحد أقصى والعمل سيكون مضنياً في اليومين المقبلين». وهناك إمكانية كبيرة أن يشارك فيلبس مع منتخب بلاده في المزيد من سباقات التتابع. ونجح رجل الأرقام القياسية (25 ميدالية أولمبية بينها 21 ذهبية و29 رقماً قياسياً عالمياً) في أول رهاناته الثلثاء وتوج بذهبية 200 متر فراشة، السباق «العزيز» عليه لأنه كان طريق تأهله إلى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في مسيرته عام 2000 في سيدني، كما أنه كان أول سباق يحقق فيه رقماً قياسياً عالمياً، وكان عمره 15 عاما فقط (2001). ومنذ ذلك الحين حطمه 8 مرات حتى الآن. وفي سن ال31 عاما و40 يوماً، قاده هذا السباق ليكون أكبر بطل أولمبي في مسابقة فردية. ويبقى أمامه تحقيق أمنيته بالتتويج باللقب الأولمبي الرابع على التوالي في سباقي 100 متر فراشة و200 متر متنوعة، علماً بأن هناك أميركيين اثنين فقط توجا بأربع ذهبيات متتالية، وهما آل أورتر في رمي القرص (من 1956 حتى 1968)، وكارل لويس في الوثب الطويل (من 1984 حتى 1996). ماذا لو كان بلداً كما يمنى فيلبس الذي حرم من خوض مونديال 2015 بسبب إيقافه من الاتحاد الأميركي للسباحة لمدة ستة أشهر بسبب قيادته السيارة تحت تأثير الكحول، النفس أيضاً بتحطيم رقم قياسي عالمي جديد، وهو إنجاز لم يحققه منذ 7 أعوام. وفي ظل هذه الهيمنة المطلقة للسباح الذي عاد قبل عامين عن اعتزال أعلنه بعد ألعاب لندن 2012، يطرح سؤالاً «افتراضياً» هو ماذا لو كان فيلبس بلداً قائماً بذاته، فأين سيكون مركزه في الترتيب العام لجدول الميداليات منذ انطلاق العاب الصيفية الحديثة عام 1896. يمكن القول إن هذا الموضوع «الافتراضي» محرج إلى حد أن بإمكان فيلبس أن يغادر ريو وهو يتقدم في الجدول التاريخي للميداليات على البرازيل المضيفة، لأن السباح الأسطوري «يحتل» حالياً المركز ال40 أمام النمسا (18 ذهبية) وخلف إثيوبيا التي تملك أيضاً 21 ذهبية، لكن لديها أيضا 7 فضيات و17 برونزية (مقابل فضيتين وبرونزيتين لفيلبس). وتأتي جنوب أفريقيا في المركز ال38 برصيد 23 ذهبية ثم البرازيل في المركز ال37 برصيد 24 ذهبية، بينها واحدة نالتها في الألعاب الحالية. من المؤكد أن هذه حسابات افتراضية لأن رصيد البرازيل أو إثيوبيا لن يبقى على ما هو عليه حالياً، كما أن فيلبس ليس بلداً قائماً بذاته بل يدافع عن ألوان عملاق أميركي يبدو في طريقه إلى الوصول لذهبيته الألف في تاريخ الألعاب بعد أن حصل حتى الآن على 9 ذهبيات، ليضيفها إلى ذهبياته ال976 السابقة.