دعا سفير الصين في لندن السلطات البريطانية إلى الموافقة على محطة طاقة نووية ممولة من بكين بالسرعة الممكنة، محذراً من أن العلاقات بين البلدين هي عند «منعطف تاريخي حاسم». وكتب ليو شياومينغ في مقال في صحيفة «فايننشال تايمز»: «في الوقت الحالي إن العلاقات بين الصينوبريطانيا هي عند منعطف تاريخي حاسم. ويجب الإبقاء على الثقة المتبادلة بشكل أكبر». وأضاف «آمل في أن تبقي بريطانيا بأبها مفتوحاً أمام الصين وأن تواصل الحكومة البريطانية دعمها لمحطة هينكلي بوينت - وتتوصل إلى قرار بالسرعة الممكنة حتى يمكن البدء في المشروع بشكل سلس». وفي 28 تموز (يوليو) الماضي أعلنت الحكومة البريطانية الجديدة تأجيل موافقتها النهائية على المشروع البالغة كلفته 18 بليون جنيه إسترليني (21 بليون يورو، 23 بليون دولار) لبناء هينكلي بوينت، أول مفاعل نووي جديد في بريطانيا منذ جيل. وتعهدت بكين حينذاك بأن تمول عبر شركتها الحكومية «شركة الصين العامة للطاقة النووية» ثلث مشروع عملاق لبناء مفاعلين نوويين يعملان بالمياه المضغوطة في موقع «هينكلي بوينت» جنوب غربي إنكلترا، بقيمة إجمالية تبلغ 18 بليون جنيه. وتنفذ هذا المشروع المجموعة الفرنسية «شركة كهرباء فرنسا». ولكن فور إعلان مجلس إدارة «كهرباء فرنسا» الأسبوع الماضي الموافقة على إطلاق عملية البناء، قالت الحكومة البريطانية إنها تحتاج مزيداً من الوقت «لدراسة أكثر دقة» للمشروع قبل أن تصدر قرارها النهائي مطلع الخريف. وبينما تحتاج المملكة المتحدة التي باتت على طريق خروج من الاتحاد الأوروبي، إلى إقامة تحالفات تجارية متينة خارج الاتحاد، يمكن أن يشكل هذا التأخير ضربة لعلاقاتها مع الصين ثاني قوة اقتصادية في العالم. ويبدو أن تأخير القرار النهائي في شأن المشروع والمتوقع اتخاذه في أيلول (سبتمبر)، مؤشر على تغيير في السياسة في عهد رئيسة الوزراء الجديدة تيريزا ماي. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كامرون الذي استقال بعد الاستفتاء الذي جرى في 23 حزيران (يونيو) الماضي وعبر فيه البريطانيون عن الرغبة في مغادرة الاتحاد الأوروبي، جعل من العلاقات مع الصين أحد المحاور الأساسية لسياسته الاقتصادية. ويثير مشروع «هينكلي بوينت» شكوكاً كبيرة في بريطانيا تتعلق بالتوزان بين النوعية والسعر وتأثيره على البيئة والمخاطر المرتبطة بأمن الطاقة بوجود الصينيين الذين يوظفون بذلك أول استثمار في قطاع على هذه الدرجة من الأهمية الاستراتيجية والحساسية في بلد غربي كبير. وأشار أحد مساعدي ماي في السابق إلى أن المشروع يمكن أن يشكل تهديداً على أمن بريطانيا القومي.