في اليوم الثاني من زيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ بريطانيا، وافقت شركة صينية على استثمار 6 بلايين جنيه إسترليني (9 بلايين دولار) في تمويل تشييد محطة نووية في إنكلترا، ستكون الأولى في المملكة المتحدة منذ ثمانينات القرن العشرين. وستحصل شركة «تشاينا جنرال نوكليار» على 33.5 في المئة من مشروع قيمته 18 بليون إسترليني (28 بليون دولار) تشيّد بموجبه «شركة كهرباء فرنسا» محطة «هينكلي بوينت سي» النووية جنوب غربي إنكلترا، بحلول عام 2025. وستكون المحطة النووية الأولى التي تُشيّد في أوروبا منذ كارثة مفاعل «فوكوشيما» في اليابان عام 2011. يأتي ذلك في إطار اتفاقات تجارية قيمتها 30 بليون إسترليني (46 بليون دولار)، تأمل لندن بإبرامها مع بكين خلال زيارة شي، علماً أنها تؤمّن نحو 3900 فرصة عمل. وكانت الملكة إليزابيث الثانية أقامت الثلثاء عشاءً رسمياً في قصر باكنغهام على شرف الرئيس الصيني، حضره أكثر من 170 مدعواً، بينهم زوج الملكة الأمير فيليب، والأمير وليام وزوجته كيت، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون وزعيم المعارضة جيريمي كوربن. وقال شي خلال العشاء إن «الصينوبريطانيا تمثلان الحضارتين الكبيرتين الشرقية والغربية»، ورفع نخب «صداقة أبدية» بين البلدين. وأضاف: «طوّرت الثورة الصناعية في بريطانيا صناعتَي الحرير والخزف في الصين، كما أن الشاي الصيني أصبغ مزيداً من الرفاهية على أسلوب حياة الشعب البريطاني الذي طوّره ليُعرف بالشاي الإنكليزي الأسود». وتابع: «لم يقتصر تأثير التواصل بين الثقافتين الصينية والبريطانية على إثراء كل منهما، بل ساهم في التطور الاجتماعي، وكانت له مساهمات ضخمة في تقدّم البشرية». وزاد: «هذا العام هو الأول في الاتفاق الثاني للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصينوبريطانيا، ومدته عشر سنين، ويجب أن ينتهز الجانبان الفرصة والمضي من أجل مستقبل أكثر إشراقاً للعلاقات» بين الدولتين. أما الملكة إليزابيث فوصفت العلاقات بين بريطانياوالصين بأنها شراكة عالمية حقيقية. وقالت: «زيارتكم تشكّل مرحلة مهمة من التعاون والصداقة بين المملكة المتحدةوالصين، فيما نحتفي بالعلاقات بين بلدينا ونستعد لرفعها الى قمم جديدة طموحة». وتحدثت ب «مودة كبيرة» عن زيارة الدولة التي أجرتها الى الصين عام 1986، بعد سنتين على توقيع إعلان مشترك نظم عودة مستعمرة هونغ كونغ البريطانية الى الصين. وعلى رغم انتقادات لتجاهل لندن انتهاكات بكين لحقوق الإنسان، قال كامرون: «نشجّع الاستثمارات، والصين تستثمر في بريطانيا الآن أكثر من أي دولة أوروبية أخرى». لكن ستيف هيلتون، وهو مستشار مقرّب سابق لكامرون، اعتبر زيارة شي «واحدة من أسوأ الإهانات الوطنية» لبريطانيا. وأضاف: «علينا أن نكون أكثر صرامة بكثير. يجب أن ندرس فرض عقوبات على الصين، لا فرش سجاد أحمر» لشي. وتابع: «الصين هي دولة مارقة، سيئة مثل روسيا أو إيران، ولا أفهم لماذا نتودّد إليها بدل مواجهتها كما يجب أن نفعل».