بدأ الفريق المكلف بالتحقيق في حادثة احتراق طائرة الشحن التابعة للخطوط الجوية الألمانية «اللوفتهانزا» أعماله أمس (السبت) بعد أن اكتمل أعضاؤه من الأطراف الدولية كافة المعنية بالتحقيق في أسباب تحطمها أخيراً في مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وقال المدير العام للسلامة في الهيئة العامة للطيران المدني عبدالرحيم بخاري: «إن النتائج الأولية للحادثة تشير إلى أنه أثناء هبوط الطائرة في مطار الملك خالد الدولي في الرياض على المدرج الثانوي 33 ارتطمت بسطح المدرج، ما أدى إلى تحطم منظومة العجلات وانزلاق الطائرة إلى يسار المدرج، إذ توقفت في المنطقة الترابية بمحاذاة المدرج». وأضاف: «أدى ارتطام الطائرة بسطح المدرج إلى نشوب حريق في الطائرة، وعلى إثر ذلك تم إعلان حال الطوارئ في المطار واستنفار جميع الجهات ذات العلاقة، إذ استجابت على الفور وحدة الإطفاء والإنقاذ في المطار وهرعت إلى موقع الحادثة والسيطرة على الحريق، فيما وفرت الجهات المساندة في المطار الدعم اللازم في مثل هذه الحالات، إذ أدى الجميع مهماته بطريقة احترافية غير مسبوقة»، لافتاً إلى أنه تم استخراج الصندوقين الأسودين للطائرة وسيتم تحليل بياناتهما والمعلومات ذات الصلة بالحادثة وفق ما هو متبع في مثل هذه الحوادث، موضحاً أنه سيتم إصدار تقرير يبين ظروف وملابسات الحادثة عند الانتهاء من كامل التحقيقات لاحقاً. وذكرت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أن إدارة السلامة في قطاع السلامة والتراخيص الاقتصادية في الهيئة باشرت التحقيق في الحادثة وفق الإجراءات الدولية المعتمدة من منظمة الطيران المدني الدولي، وتم إحاطة الدولتين ذات العلاقة وهما ألمانيا كونها دولة تسجيل وتشغيل الطائرة، وأميركا باعتبارها الدولة المصممة والمصنعة للطائرة، للمشاركة في التحقيق. وأشارت الهيئة إلى أن الفريق الألماني وصل الأربعاء الماضي، فيما وصل الفريق الأميركي الخميس الماضي، إذ باشرت اللجنة المشكلة للتحقيق من هيئة الطيران المدني والفريقين الدوليين أعمالهم صباح أول من أمس (الجمعة)، ويجري جمع الأدلة من موقع تحطم الطائرة. إلى ذلك، أكملت الهيئة العامة للطيران المدني، إجراءات توظيف 83 متخرجاً من الأكاديمية السعودية في المطارات الدولية والداخلية في السعودية، عقب حصولهم على دبلوم متخصص في المراقبة الجوية والإطفاء والإنقاذ من مراكز تدريب الأكاديمية التابعة للهيئة عن السنة الدراسية الماضية، وتم تعيين المتخرجين مع صرف البدلات الفنية وبدلات الهيئة. من جهة ثانية، انتهت دورة «مراقبة الاقتراب الآلي بالرادار ومن دون رادار» لموظفي قطاع الملاحة الجوية في مركز تدريب الملاحة (أحد مراكز التدريب الخمسة التابعة للأكاديمية السعودية للطيران المدني). وأوضح كبير مدربي المراقبة الجوية عبدالرحيم بدوي أن الدورة التي استمرت 16 أسبوعاً، هي إحدى الدورات التي تهدف إلى التأهيل الفني للمتدرب وتهيئته للتعامل مع الحركة الجوية في نطاق 60 ميلاً حول المطار ولارتفاع محدد.