دعا أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس، إلى مواصلة مشاورات السلام اليمنية لتحقيق «الأمن والاستقرار لليمنيين والحفاظ على وحدة الأرض»، وذلك بعد يوم على انتهاء المشاورات التي استضافتها الكويت طوال ثلاثة أشهر من دون تحقيق أي تقدم. واستقبل أمير الكويت المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ الذي أعرب عن تقدير الأممالمتحدة للدور الكويتي في رعاية المفاوضات اليمنية، ومحاولاتها إنهاء النزاع. على الصعيد الميداني، كثف أمس طيران التحالف العربي غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي صالح، ما أدى إلى مقتل وجرح العشرات وتدمير آليات عسكرية ومخازن أسلحة للمتمردين. وأحبطت القوات السعودية، لليوم الرابع على التوالي، عمليات تسلل واسعة لمسلحين تابعين للحوثي وصالح على امتداد الحدود السعودية من نجران إلى الموسم. ووصف جنود سعوديون التسلل بأنه «أشبه بالانتحار الجماعي، من دون أي أهداف تذكر، سوى تزايد أعداد القتلى الحوثيين»، وأكد الجنود أنهم لن يتركوا للحوثيين المجال للاعتداء على أي شبر من الحدود. وتمكن طيران التحالف من تنفيذ غارات على أهداف عسكرية ومدرعات للميليشيات الانقلابية بالقرب من مديريتي ميدي وحرض، فيما تمكنت من قصف رتل عسكري كان متجهاً إلى مبنى جمارك حرض السابق بمحافظة حجة القريبة من الحدود السعودية. إلى ذلك علمت «الحياة» من مصادر عسكرية يمنية، أن قوات الجيش والمقاومة المرابطة في محافظتي مأربوالجوف تستعد لبدء معركة شاملة من أربعة محاور باتجاه صنعاء وصعدة وذمار والبيضاء لتحريرها من قبضة الحوثيين والقوات الموالية لصالح بخاصة بعد فشل مشاورات الكويت في التوصل إلى اتفاق للسلام، وفي سياق الرد على التصعيد الميداني للميليشيات والتصعيد السياسي المتمثل في تشكيلهم «مجلس حكم « في صنعاء لإدارة البلاد. في هذا السياق توعد رئيس الحكومة أحمد عبيد بن دغر باستكمال «تطهير اليمن» من ميليشيا الحوثيين الانقلابية وقوات صالح، وأمر أثناء استقباله أمس في مقره الموقت بالرياض أعيان محافظة البيضاء ووجهاءها، بتخصيص منح علاجية لجرحى المقاومة في المحافظة والعناية بأسر الشهداء، على ما أفادت وكالة «سبأ» الحكومية. وطاولت غارات التحالف مواقع المليشيات في محافظات حجة وصعدة والجوف وتعز، وأفادت مصادر الجيش الوطني بأن «الطيران دمر مدافع ودبابات للحوثيين وقوات صالح في منطقتي «المداحشة والحثيرة» ومخازن سلاح في مدينة حرض الحدودية شمال غرب محافظة حجة. وأضافت المصادر أن سلسلة غارات استهدفت مواقع المتمردين في مديرية ميدي الساحلية غرب حرض، كما دمرت الضربات آليات ثقيلة في جبهة «صبرين» التابعة لمديرية «خب وشعف» في محافظة الجوف الحدودية التي تشهد معارك متقطعة بين القوات الحكومية وميليشيا المتمردين، وبخاصة في المديريات المتاخمة لمحافظتي صعدة وعمران. في غضون ذلك، شنت مقاتلات التحالف العربي أكثر من 10 غارات على مواقع ومخازن أسلحة للحوثيين وقوات صالح، في منطقة «جبل النار» بمديرية المخا غرب تعز، إلى جانب غارات أخرى استهدفت مواقع المتمردين في مناطق مديريتي «ذوباب» و «الوازعية» القريبتين من باب المندب. وعلى صعيد منفصل، اغتال مسلحون مجهولون يعتقد أنهم على صلة بتنظيم «القاعدة» أمس العقيد «قاسم شمباء» وسط الشارع الرئيس في مدينة العين التابعة لمديرية لودر في محافظة أبين الجنوبية، وهو مقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي، وكان يقود «اللجان الشعبية» التي تواجه «القاعدة» في مديرية «الوضيع» حيث مسقط رأس هادي. إلى ذلك، أفادت مصادر أمنية ومحلية بأن قتلى وجرحى سقطوا في مواجهات عنيفة بين قوات أمنية مختصة بمكافحة الإرهاب وبين مسلحي التنظيم في منطقة قبائل «يافع» التابعة لمحافظة لحج المجاورة.