بدأ أمس الجيش اليمني مسنوداً بغطاء جوي من قوات التحالف العربي عملية واسعة في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء لتحريرها، بالتزامن مع إعلان مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد انتهاء «مشاورات الكويت» التي استمرت 90 يوماً، لكنه أكد أنها أسست «أرضية صلبة» لتحقيق أي اتفاق مستقبلي، مشيراً إلى أن المشاورات ستستمر في الأيام المقبلة على نحو أحادي مع الطرفين قبل استئنافها في غضون شهر بغية التوصل إلى اتفاق شامل. وبدا المبعوث الأممي يائساً في المؤتمر الصحافي، الذي عقده أمس قبل مغادرة الكويت، من إيجاد حل قريب للأزمة، وقال: «الكرة الآن في مرمى الوفدين. اجتمعنا كثيراً وطرحنا الحلول الممكنة، واستطعنا جمع الوفدين على طاولة واحدة وهو إنجاز، لكن المعضلة الكبرى هي انعدام الثقة بين الأطراف». وطرح ولد الشيخ في مؤتمره الصحافي تسع نقاط، ترتكز على «تجديد التزام وقف الأعمال القتالية، وتفعيل لجنة التهدئة والتواصل في السعودية، واتخاذ إجراءات عاجلة ضمانات لوصول المساعدات الإنسانية، والإفراج عن جميع السجناء والأشخاص تحت الإقامة الإجبارية، والامتناع عن أي فعل أو تصعيد يقوض فرص السلام، وإجراء سلسلة من المشاورات بين الوفود وقيادتها للأفكار المتداولة، والالتزام باستمرار المشاورات بعد شهر في مكان يتفق عليه لاحقاً، والتأكيد على روح التعاطي معها». ميدانياً، قالت مصادر إن الجيش اليمني مسنوداً بالمقاومة الشعبية، وقوات التحالف العربي أطلقوا أمس عملية عسكرية بعنوان «التحرير موعدنا» لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء. وقالت مصادر في المقاومة إن قوات الجيش الوطني مسنودة بالمقاومة، تمكّنت من تطهير قرية ملح وجبل المنارة المطل على منطقة المديد مركز مديرية نهم شرق صنعاء. كما تمكّنت من السيطرة على عدد من المواقع والجبال والقرى في جبهة نهم شرق العاصمة، بعد معارك شرسة دارت منذ الصباح، في قرية الحول، وملح، وبيت البوري، وجبل المنارة الاستراتيجي، المطل على بقية مناطق مديرية نهم، وبني حشيش، وبني الحارث، وكذلك جبل كوكبان، والحبيل، والقناصين، والعياني، والتباب الخضراء. وقال الناطق الرسمي باسم المقاومة الشعبية في صنعاء في بيان إن «23 من الحوثيين وقوات صالح قتلوا فيما أصيب العشرات منهم في معارك مع قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في مديرية نهم مقابل 12 من قوات الجيش الوطني والمقاومة سقطوا في هذه المعارك مع جرح 25 آخرين». إلى ذلك، تمكّنت القوات البرية السعودية من سحق عشرات المسلحين الحوثيين حاولوا التسلل إلى السعودية من اليمن، بعد رصدهم قبل ثلاثة أيام في منطقة الملاحيط وجبل الدود. وأفادت مصادر بأن القوات أحكمت كميناً قتلت فيه أعداداً كبيرة منهم، وحاول آخرون الفرار، إلا أن المروحيات تمكّنت من القضاء عليهم. وذكرت المصادر أن القوات البرية تمكّنت من قتل قيادي حوثي بارز أثناء محاولته الفرار من الموقع، مشيراً إلى أنه كان يرافق العناصر إلى جبهات القتال، مبيناً أنه أثناء محاولته الهرب من الكمين مع عشرة آخرين تم القضاء عليهم. وأعلنت وزارة الدخلية السعودية ليل أمس عن استشهاد جندي من حرس الحدود في تبادل لاطلاق النار «مع عناصر معادية داخل اليمن». وأعلنت جماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح في صنعاء رسمياً تشكيلة المجلس السياسي الأعلى (مجلس الحكم) الذي كانا اتفقا قبل أيام على تأسيسه من عشرة أشخاص، مناصفة بين الطرفين، وتضمن الإعلان تسمية رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح الصماد رئيساً دورياً للمجلس والقيادي في حزب صالح، قاسم لبوزة نائباً له. وضم المجلس أعضاء من شمال اليمن وجنوبه، من أبرزهم القيادي في حزب صالح، صادق أمين أبوراس، ومحافظ حضرموت الأسبق إبان حكم صالح، خالد الديني، إضافة إلى القيادي في جماعة الحوثيين يوسف الفيشي، وعضو البرلمان القريب من الجماعة، سلطان السامعي. من جهة أخرى، قصفت طائرة يرجح أنها من دون طيار سيارة لتنظيم «القاعدة» على الطريق الرئيس قرب مدينة «شقرة» في محافظة أبين (شرق عدن)، وأفادت مصادر محلية بأن السيارة كانت تقل شحنة أسلحة ومتفجرات قبل أن تؤدي الغارة إلى تدميرها وقتل ثلاثة مسلحين على الأقل كانوا على متنها.