يبدو الخط الفاصل بين عمل شركات صناعة الأدوية وشركات التكنولوجيا الحديثة غير واضح، بعدما وحدت جهودها لمكافحة الأمراض المزمنة باستخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة التي تجمع بين علوم الأحياء والبرمجيات والمعدات. وكشفت شركتا «غلاكسو سميثكلاين» للأدوية و«الفابيت»، الشركة الأم ل«غوغل» في عملية هي الأحدث لتبادل الخبرات، النقاب عن شركة جديدة مشتركة الإثنين الماضي، تهدف إلى تسويق أجهزة إلكترونية حيوية لمكافحة الأمراض عن طريق توصيلها بأعصاب معينة في جسم المريض. وتبدو فكرة ربط جهاز إلكتروني في حجم حبة القمح بطوق حول الأعصاب مستواحة من أفلام الخيال العلمي، لكن الأمر لا يقتصر على «غلاكسو» و«الفابيت، فهناك شركات أخرى تستخدم التكنولوجيا بأشكال مختلفة في هذا المجال. إذ تبيع شركة «ميدترونك» كاميرات في قرص دواء، لتكون بديلاً عن منظار القولون، في حين تعمل شركة «بروتوس ديجيتال تكنولوجي» مع شركات أدوية على إنتاج أقراص دواء تحتوي على رقائق إلكترونية متناهية الصغر تقيس استخدام الدواء. ويتسابق صناع أدوية علاج الرئة على إنتاج بخاخات ذكية. ولجأت شركات أدوية كبرى عدة في العالم إلى خبراء في التكنولوجيا من شركة «الفابيت» ومنها شركة «نوفارتس» السويسرية لصناعة الأدوية التي تعمل مع المجموعة الأميركية على صنع عدسات لاصقة ذكية مزودة بجهاز لاستشعار الغلوكوز للمساعدة في مراقبة مرض السكري. ويقول العالم في شركة «غلاكسو» كريس فام الذي عين رئيساً لشركة «غالفاني بيو إلكترونيكس» المشتركة بين «غلاكسو» و«الفابيت»، إن الرصد الآني لحالة المريض هو أحد مزايا الأجهزة الإلكترونية الحيوية، وأضاف «هذا هو جوهر التعاون، لأن التكنولوجيا لا تساعد في مراقبة المريض فحسب بل أصبحت أيضاً هي العلاج». لكن ما زال هذا الاتجاه يواجه صعوبات منها الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية تستغرق سنوات لإثبات أن التكنولوجيا الجديدة آمنة وفعالة ويمكن أن تحقق الفوائد المأمولة. ويتعين كذلك إقناع الجهات الرقابية مثل «إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية» بهذه الأساليب الجديدة للعلاج ومتابعة المرضى.