رفضت القوات الأميركية طلب مسؤولين في محافظة ذي قار السماح للمكلفين مسح كمية التلوث الإشعاعي في المحافظة بالدخول إلى مقر القيادة . وقال مدير البيئة في ذي قار راجي نعيمة ل «الحياة» إن «المطار الذي تحول إلى قاعدة للجيش الأميركي تعرض لضربات في حرب عام 2003 يحتوي على الكثير من الدبابات والمدرعات التالفة». وأضاف أن «قاعدة الجيش الأميركي هي البقعة الوحيدة التي لم يجر عليها مسح للتأكد من سلامتها من الإشعاعات الخطيرة على صحة الإنسان». وتابع: «كانت هناك مطالبات كثيرة في فترة الحكومة المحلية السابقة للقوات الأميركية بضرورة دخول فرق الكشف إلا أنها جوبهت بالرفض». وزاد إن «دائرة البيئة تحاول مسح المنطقة قبل مغادرة القوات الأميركية نهاية عام 2011 وفي حال وجود أي مخلفات حربية مشعة تتحمل هذه القوات مسؤولية التخلص منها لأنها هي من قامت بتأخير المسح». وتابع «أجرينا مسحاً في بعض المناطق التي شهدت قصفاً حربياً جراء الحروب السابقة فوجدنا أن هناك إشعاعات مضرة وهذا ما يؤكد مطالبتنا بإجراء المسح في القاعدة الأميركية».ولفت إلى أن «المسح سيتم بواسطة فريق عراقي من دائرة البيئة كإجراء أولي ومن ثم تتم الاستعانة بفريق من مركز متابعة البيئة». وطالب «المسؤولين المحليين بضرورة التحرك للضغط على هذه القوات للسماح لكوادر البيئة بإجراء مسح كامل للتأكد من سلامة المواطنين». وقال الناطق الإعلامي باسم الجيش الأميركي في محافظة ذي قار آلن براون إن «الموافقة على فتح القواعد العسكرية لإجراء المسح على المخلفات فيها يحتاج إلى موافقات من جهات عليا خارجة عن صلاحيات القوات الموجودة في المحافظة». وأضاف أن «القوات الأميركية تتعامل بجدية مع المسائل البيئية إلا أن صلاحية قاعدتنا في الجنوب وعلى الجهات العراقية توجيه مطالبتهم للجهات العليا التي تملك صلاحية السماح بالدخول لهم». واستدرك «عند تسليمنا القاعدة للقوات العراقية سنتخذ إجراءات لتأمين المنطقة من التلوث والتأكد من كون المواد الموجودة فيها مطابقة للمقاييس البيئية». وقالت عضو مجلس المحافظة رئيس لجنة البيئة حميدة علي ل «الحياة» إن «المجلس سيفاتح القوات الأميركية كي تسمح للجهات المختصة بفحص المخلفات العسكرية الموجودة في القاعدة الأميركية في المحافظة والتأكد من عدم وجود مواد مشعة فيها». وأضافت أن «هناك مخاطبات منذ سنتين من مديرية البيئة لفحص المعدات في مركز القاعدة العسكرية الأميركية والتي قصفت خلال الحرب الأخيرة عام 2003 «. وزادت أن «القاعدة تعد الآن منطلقاً لتحرك القوات الأميركية خلال عمليات انسحابها من العراق ما يبعث على القلق». ولفتت إلى ان «مجلس المحافظة وبعد تزايد الإصابة بإمراض السرطان سيطلب من القوات الأميركية في القاعدة السماح للدوائر المعنية بفحص القاعدة في أقرب وقت».