تجدد السجال في واشنطن حول اختراق مواقع الحزب الديموقراطي، مع الإعلان عن تعرض الحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون لهجوم إلكتروني، واتهام الحملة قراصنة يعملون لمصلحة موسكو بالوقوف وراء الهجوم الذي يأتي بعد اختراقين لمواقع بيانات الديموقراطيين شملا اللجنة الوطنية للحزب وحملة جمع التبرعات لمرشحيه إلى الكونغرس. وردت موسكو برفض الاتهامات الموجهة اليها باختراق البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي ولهيلاري كلينتون، ودعتها الى «البحث عن اعداء داخل حزبها»، وشن جهاز الامن الفيدرالي الروسي «هجوما مضادا» باالإعلان عن تعرض مؤسسات روسية «بالغة الاهمية الى هجوم منظم وموجه». ونقلت وكالة «رويترز» عن مصادر مطلعة أمس، أن شبكة كمبيوتر تستخدمها حملة هيلاري كلينتون تعرضت لاختراق، وذلك بعد إعلان ناطق باسم حملتها في بيان ليل الجمعة، أن «برنامجاً لتحليل البيانات تديره اللجنة الوطنية للحزب وتستخدمه الحملة (الانتخابية لكلينتون) وعدد من الكيانات الأخرى «تم الوصول إليه في إطار الهجوم على اللجنة الوطنية للحزب». ونقلت تقارير عن مسؤولين آخرين في الحملة، أن قراصنة اخترقوا خادم برنامج تحليل البيانات على مدى نحو خمسة أيام، علماً أن البرنامج هو أحد الأنظمة العديدة التي تستخدمها الحملة لتحليل بيانات الناخبين، ولا يتضمن أرقام تأمينات اجتماعية أو بطاقات ائتمان. ورأى خبراء أن مشاركة إدارة الأمن القومي في التحقيقات، تشير إلى أن البيت الأبيض يعتقد أن الاختراق ربما يكون تم برعاية حكومة أجنبية، فيما نقلت «رويترز» عن مسؤولين في الاستخبارات قولهم إن القراصنة الذين نفذوا الهجوم الإلكتروني روس. ولم تتضح طبيعة المعلومات التي حصل عليها القراصنة في الهجوم الثالث من نوعه على مواقع ديموقراطية خلال الأسابيع الستة الأخيرة، في إطار ما اعتبرته مصادر في الحزب محاولة من موسكو لتعزيز مواقع المرشح الجمهوري دونالد ترامب قبل الانتخابات المقررة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال خبراء في الأمن الإلكتروني ومسؤولون أمنيون في وقت سابق الأسبوع الماضي، إنهم خلصوا بعد تحليل البرامج الخبيثة وعوامل أخرى في الهجمات الإلكترونية، إلى أن هدف روسيا من ورائها الحصول على رسائل خاصة بالحزب وتسريبها عبر «ويكيليكس» للتأثير على الانتخابات الرئاسية. وأكد مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) علمه بأن وسائل الإعلام أوردت تقارير عن عمليات اختراق إلكتروني تتضمن كيانات سياسية عدة، مشيراً إلى أن عملاء المكتب يعملون على تحديد مدى دقة وطبيعة ونطاق هذه الاختراقات. وشدد «أف بي آي» على أنه يتعامل بجدية مع تقارير عن اختراق، و «سنواصل محاسبة كل من يشكل خطراً في الفضاء الإلكتروني». وتواصل السجال بين موسكووواشنطن حول تسريبات البريد الالكتروني لشخصيات في الحزب الديموقراطي بعدما جدد الحزب اتهامات لموسكو بالوقوف وراء الهجوم الالكتروني، وكانت الخارجية الروسية سخرت من محاولات «استخدام الورقة الروسية في الحملات الانتخابية» وحذرت من محاولات «شيطنة روسيا». ونقلت صحيفة «إزفيستيا» امس عن مصدر مطلع إن «تسريب مراسلات مسؤولي الحزب الديمقراطي من فعل أحد العاملين في جهاز الحزب نفسه. وهيلاري كلينتون وحليفتها الرئيسة ديبي واسرمان –شولتز، رئيسة اللجنة الوطنية في الحزب، أوجدتا لنفسيهما عددا كبيرا من الأعداء حتى بين مرؤوسيهن». وفي تطور مفاجئ، اعلن جهاز (وزارة) الامن الفيدرالي الروسي (كي جي بي سابقا) امس، انه رصد هجوما الكترونيا ضخما استهدف «مواقع حساسة جدا في الدولة الروسية». ووصف الجهاز الامني الهجوم بانه «عملية ضخمة جدا ومنظمة بشكل محترف جدا» من دون ان يحدد طبيعة الاضرار التي اسفرت عنها، وما اذا كانت السلطات الروسية المختصة تمكنت من انهاء الخطر الذي تسبب به الهجوم.