ولد زكي ناصيف في بلدة مشغرة أكبر بلدات البقاع الغربي العام 1916. ومنذ صغره شغف بالشعر والموسيقى الشعبية مثل الزجل والعتابا والميجانا وألّف ما سمي آنذاك (عصبة الخمسة) مع الأخوين رحباني وحليم الرومي والد ماجدة الرومي وتوفيق الباشا وفيلمون وهبي، وهدفهم كان الخروج على الغناء الشائع إلى محاولة اكتشاف لون من الغناء المحلي الذي يستمد جمله اللحنية من الفولكلور. وفي 1957 أطلقت العصبة «الليالي اللبنانية» الأولى في مهرجانات بعلبك الدولية بعمل فولكلوري بعنوان «عرس في القرية». لا ينتمي ناصيف إلى المدرسة الرحبانية الموسيقية التي مزجت الموسيقى الغربية والكلاسيكية بالطابع الشعبي اللبناني والنمط التقليدي القديم. بدلاً من ذلك، أبقى المواد القديمة ولكن بروح جديدة متزاوجة مع تقاليد الضيعة اللبنانية. ومن أهم ما يشد اللبنانيين من مؤلفاته، أغنية «راجع راجع يتعمر» التي اعتبرت نشيداً يدل على الصمود في وجه الدمار. وعلى رغم كبر سنه، ألف ناصيف العام 1994 ألبوماً كاملاً لفيروز سماه «فيروز تغني زكي ناصيف»، من إنتاج «صوت المشرق». ويحتوي القرص المدمج على أعمال ممتازة تعرض قدرات ناصيف على الإنتاج والتميز والتعبير. وفي 2004 أنشأت الجامعة الأميركية في بيروت برنامجاً أكاديمياً يحمل اسم زكي ناصيف، تكريماً لتلميذها الذي صار من أعمدة الموسيقى اللبنانية. وفي أيار (مايو) الماضي، تحول منزله في قرية مشغرة إلى «متحف ومركز زكي ناصيف الثقافي» تخليداً لذكراه وأعماله.