دمشق - رويترز - أفرجت السلطات السورية عن المعارض البارز رياض سيف يوم الأربعاء بعد ان قضى في السجن عامين ونصف لتزعمه جهودا من أجل إرساء الديمقراطية وإنهاء قانون الطوارئ، وفق ما قال محامون. وقال احد محاميه "رياض في بيته الآن. وقد أفرج عنه ساعة أتم حكم سجنه." وكانت بلدان غربية دعت السلطات السورية مرارا الى الافراج عن سيف الذي يعاني من السرطان متذرعة بالمعاهدات الدولية التي تكفل حق التجمع وحرية الرأي. وقال محام آخر "صحته في خطر فالعلاج الذي كان يتلقاه في السجن لم يكن مثاليا كما ينبغي." وقال مسؤولون سوريون ان سيف وسجناء سياسيين آخرين انتهكوا دستور سورية الذي تم تعديله في ظل حكم حزب البعث في سبعينات القرن الماضي. وكان سيف البالغ من العمر 64 عاما سجن من قبل خمسة اعوام وافرج عنه في يناير/ كانون الثاني 2006 لمشاركته فيما أصبح يعرف "بربيع دمشق" وهي حركة تدافع عن الحريات السياسية ومنتديات النقاش الحرة. وقد تكونت هذه الحركة بعد ان خلف الرئيس بشار الأسد والده الراحل حافظ الاسد في عام 2000. وسيف برلماني سابق وكان واحدا من مجموعة من 12 شخصا اعتقلوا في عام 2007 وسجنوا لمدة عامين ونصف بعد أن حاولوا احياء حركة اعلان دمشق وهي حركة سميت على اسم وثيقة وقعها في عام 2005 شخصيات المعارضة. واتهموا باضعاف الروح الوطنية وهي تهمة درجت الحكومة على توجيهها إلى المعارضين. وطالب اعلان دمشق برفع الحظر على حرية التعبير والتجمع والغاء قانون الطوارئ الذي تحكم به سورية منذ عام 1963 حينما تولى حزب البعث السلطة وحظر كل معارضة. وافرج عن معظم الاثنى عشر شخصا ماعدا على عبد الله وهو كاتب أعيد اعتقاله فور انقضاء فترة سجنه هذا الشهر والرسام التشكيلي طلال أبو دان الذي ينقضي حكم سجنه يوم الجمعة. وكثفت سورية من حملة اعتقال المعارضين السياسيين خلال العامين الماضيين ومع ذلك فانها تتمتع بالعودة إلى الاندماج في المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة بسبب نزاعات مع الغرب بشأن دورها في لبنان والعراق. وقال سيف قبل اعتقاله ان البلدان التي تدافع عن الحقوق والديمقراطية ولا سيما فرنسا قد تجد صعوبة في تحسين روابطها مع سورية إذا لم يخفف النظام الحاكم في سورية سيطرته على النظام السياسي. وقال نشط حقوقي "رياض سيف كان يتوقع اكثر من ذلك من الغرب."