وافق زعماء الاتحاد الافريقي في ختام قمتهم في العاصمة الأوغندية كمبالا، أمس، على زيادة عديد قوات السلام الافريقية المنتشرة في مقديشو (أميصوم) كي تتمكن من التصدي لمقاتلي «حركة الشباب» في شكل أكثر فاعلية. وتمت الموافقة، كما هو متوقع، على زيادة عديد قوة «أميصوم» بنحو ألفي جندي جديد يُضافون إلى قرابة 6100 جندي من أوغندي وبوروندي ينتشرون حالياً في مقديشو لحماية القوات الحكومية التي بادرت الإثنين بشن هجوم على «الشباب» استعادت خلاله المقر السابق لوزارة الداخلية. ووافقت قمة كمبالا أيضاً على تغيير «قواعد الاشتباك» التي تتبعها قوات «أميصوم» كي تتمكن من المبادرة بإطلاق النار إذا واجهت هجوماً حتمياً، لكن ذلك لا يصل إلى الدرجة التي كان يسعى إليها بعض قادة الاتحاد الافريقي ممن يطالبون بتفويض قوات السلام الافريقية الحق في شن هجمات ضد المقاتلين الاسلاميين الذين يسعون إلى إطاحة إدارة الرئيس الانتقالي شيخ شريف شيخ أحمد. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية في لندن عن الرئيس الأوغندي يويري موسفيني: «أنهم (جنود الاتحاد الافريقي) مشوشون»، علماً أنه من الداعين إلى تفويض أوسع لهؤلاء الجنود ليتمكنوا من «القضاء» على المقاتلين المرتبطين بتنظيم «القاعدة». وقال موسفيني ل «بي بي سي» إن قوات السلام الافريقية «مشوشة» بالتفويض الحالي الممنوح لها. وأوضح: «إنهم (الجنود الافارقة) لا يفهمون ماذا يفعلون. لذلك فإنهم في حاجة إلى جواب قاطع» في شأن طبيعة مهمتهم. ودعا الرئيس الأوغندي قبل أيام إلى تفويض يسمح ب «القضاء» على من سماهم «الإرهابيين» في افريقيا، في إشارة إلى مقاتلي «الشباب» والمقاتلين الأجانب الذين انتقلوا إلى الصومال للقتال إلى جانب هذه الحركة. وصدر موقف موسفيني المتشدد بعدما تبنت «حركة الشباب» المسؤولية عن تفجيرين استهدفا مشجعين لكرة القدم كانوا يتابعون نهائي مونديال جنوب افريقيا في حانة ونادٍ في كمبالا، ما أدى إلى مقتل 76 شخصاً. وقالت حركة «الشباب» إن الهجوم هدفه الثأر لمقتل مدنيين صوماليين في مقديشو على يد القوات الأوغندية المشاركة في قوة «أميصوم». ولاحظت هيئة الإذاعة البريطانية أن قادة الاتحاد الافريقي اختاروا طريقاً وسطاً يسمح لقوات «أميصوم» بشن هجمات استباقية ولكن من دون تغيير التفويض الممنوح لها. ومن المتوقع أن تُرسل غينيا وجيبوتي وحدات عسكرية تنضم إلى «أميصوم» في مقديشو. والملاحظ أن هذين البلدين (غينيا وعدت ب 800 جندي) من البلدان الإسلامية، بينما القوات المنتشرة حالياً هي من أوغندا وبوروندي وكلاهما تقطنه غالبية مسيحية. وفي مقديشو، أعلنت مصادر رسمية مقتل ما لا يقل عن 11 شخصاً، غالبيتهم من المقاتلين، في مواجهات بين «حركة الشباب» والقوات الحكومية في العاصمة. وهاجمت القوات الحكومية مواقع «الشباب» في حي بونديري وحي شيبيس في شمال مقديشو، وهما مسرح المواجهات في الأسابيع الأخيرة. وقال المسؤول الأمني في الحكومة حسن عبد الله لوكالة «فرانس برس»: «لقد طردنا الاعداء من ثكناتهم في شمال مقديشو (الاثنين)، وقتلنا اربعة من مقاتليهم وللأسف سقط ثلاثة من جنودنا في هذه المعارك».