أطقلت بلدية القطيف حملة لتطهير المدينة من الكلاب الضالة المسعورة، وذلك عبر تسميمها، ما دفع بعض أهالي المحافظة إلى انتقاد تلك الخطوة، ووصفوها بأنها لا إنسانية! واقترح الأهالي المعترضون حلولاً عدة، مثل تخدير الكلاب التي بلغ عددها 50 كلباً، ومعالجتها وبيعها، أو إخراجها من النطاق العمراني، إضافة إلى الكشف عن سلامتها، أو بيعها لدول أخرى. من جهته، أكد ل«الحياة» مصدر مسؤول في بلدية القطيف (فضّل عدم ذكر اسمه) أن البلدية تلقت نحو 30 شكوى عن الكلاب العقورة، مبيناً أن طريقة التسميم متبعة منذ أعوام عدة: «في الآونة الأخيرة وردتنا شكاوى من مواطنين خصوصاً قاطني الأحياء السكنية، وحرصاً من البلدية تم التعامل معها للحفاظ على سلامة القاطنين». إلى ذلك، اقترح عضو المجلس البلدي محمد الخباز على المواطنين مبادرة بطرح اقتراحات حول المشكلة القائمة، وقال: «بالإمكان تأسيس جمعية تطوعية بالتعاون مع البلدية لصيد الكلاب الضالة وعلاجها ثم بيعها، وكان هذا أحد الحلول المقترحة من مواطنين لتنفذه البلدية»، مبيناً أنه لا حل حتى الآن يجمع انخفاض الكلفة والحفاظ على حياة الكلاب مع سلامة الناس. من جانبه، نفى المتحدث باسم الهيئة السعودية للحياة الفطرية أحمد البوق مسؤولية الهيئة عن الكلاب العقورة وغيرها من الحيوانات، وقال في تصريح إلى «الحياة»: «الكلاب الضالة ليست حيوانات برية، ولا تدخل دائرة اهتمامات الهيئة السعودية للحياة الفطرية، وهي والقطط الضالة وغيرها من الحيوانات الضالة في المدن ومحيطها تندرج في أعمال البلديات». وأوضح الطبيب البيطري شاكر المحل أن المواطنين لم يعتادوا نشر خبر كالمتناقل حول الكلاب المسعورة والقضاء عليها، إلا أن هذا الوضع طبيعي في العالم، إذ يجب إبعاد الكلاب الضالة عن المجمعات السكنية من طريقتين، إما القتل أو أخذها وإعادة تأهيلها. وأضاف المحل: «تحدث 55 ألف حالة قتل بسبب الكلاب العقورة في العالم سنوياً»، وفي ما يتعلق باستخدام السم قال: «القتل بالسم هو الأفضل علمياً مع كلفته العالية، إلا أن جمعيات رعاية الحيوان تطالب بإعادة تأهيل هذه الضواري، وهي طريقة ممتازة وتحتاج إلى جهات داعمة». يذكر أن الكلاب العقورة تنقل الأمراض، بسبب تغذيها على النفايات وبقايا الأطعمة التي لا تخلو من البكتيريا والفايروسات، كما تنقل القراد والطفيليات، إلا أن المرض الأخطر هو السعار (داء الكلب)، وتنقله الكلاب المصابة للإنسان عند «العض»، وإذا لم يتم تدارك الشخص المصاب بسرعة قصوى ينتهي به المطاف إلى الموت، وتبدأ الأعراض بخمول وصداع، ثم ألم قوي جداً غير محتمل، والتهاب حاد في الدماغ ثم الوفاة. الهتلان: قتلها مباح.. بشرط عدم التعذيب أكد الشيخ هتلان الهتلان جواز اتباع طريقة التسميم مع الكلاب الضالة، مبيناً أنه يجوز قتل الحيوانات إذا خُشي منها الضرر، «شرط أن يكون بغير التحريق بالنار ولا بالتعذيب». وجاء حديث الهتلان إثر حادثة طفل «القوارة» شمال بريدة أخيراً، إذ تعرض طفل لهجوم كلاب مسعورة أدى إلى مقتله، وهو خارج من منزل أسرته، ونتي``جة لذلك أطلق أهالي القوارة عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» «وسماً» للتعبير عن شكواهم، وطالبوا بمحاسبة المسؤول عن تنامي وتزايد أعداد الكلاب العقورة، وعمن له دور في تأخر القضاء عليها.